رأى وزير الزراعة عباس الحاج حسن، أن "زراعة القنب الهندي للأغراض الطبية والصناعية، هي بمثابة طوق نجاة للاقتصاد اللبناني، نظراً إلى مردودها المالي المرتفع". واعتبر أن "هذه الزراعة ستشكل بديلاً عن زراعة الممنوعات (الحشيش) في منطقة البقاع، وسيكون لها مردود مالي للمزارعين"، موضحاً أن "هذا النوع من الزراعة يقلل استهلاك المياه ومبيدات الحشرات، مقارنة بالزراعات الأخرى".
وخلال حديث صحفي، أشار إلى أن "القانون اللبناني يمنع زراعة الحشيش والحكومة تعمل دائماً لإتلاف هذا النوع من المزروعات، بينما "القنب الهندي" سيُزرع وفق القانون للاستفادة منه للأغراض الطبية والصناعية"، لافتاً إلى أنه "في الأيام المقبلة، سيُصبح القانون ساري المفعول بعد وضع مراسيمه التطبيقية، وبذلك يخطو لبنان أولى خطواته في هذا المجال الذي يعد تجربة ناجحة في بعض الدول كالمغرب".
وكشف أن "شركات كندية وأميركية وإسبانية تواصلت مع لبنان، وأعربت عن جاهزيتها لإنشاء مصانع لاستخراج وتصنيع المواد التي تنتجها هذه النبتة للغايات الطبية والصناعية".
بموازاة ذلك، أفاد الحاج حسن بأن "الأزمة الدبلوماسية بين لبنان والدول الخليجية لا سيما السعودية، هي أزمة عابرة إن شاء الله"، مؤكداً أن "الأزمة الراهنة ترخي بثقلها على تصدير المنتجات الزراعية اللبنانية"، مشدداً على أن "لبنان يسعى إلى فتح أسواق خارجية جديدة للمنتوجات الزراعية اللبنانية، مع الدول الصديقة والشقيقة، إلا أنه يشدد بأن ذلك لن يكون بديلاً عن السوق الخليجية".
وأوضح أن "لبنان يصدر إلى الدول الخليجية معظم المنتجات الزراعية كالتفاح والبطاطا والحمضيات والعنب والخضار وغيرها"، آملاً "أن تعود العلاقات ممتازة كمان كانت سابقاً لا سيما فيما يتعلق بالتبادل الزراعي". وأفاد بأن اتفاقه مع الأردن التي يسعى لجعلها وجهة إضافية للمنتجات الزراعية "يشكل دعماً للمنتجات اللبنانية الزراعية"، مشدداً على أن الاتفاق "لن يكون بديلاً عن السوق الخليجية، لأن المنتج اللبناني عندما يدخل السعودية تدخل معه روح الأخوة".
أما بشأن التعاون مع تركيا، أفاد بأنه "عقد مؤخراً لقاءً على هامش القمة الاسلامية للأمن الغذائي مع وزير الزراعة والغابات التركي بكر باكديميرلي، وتم الاتفاق على أن يكون هناك شراكة تركية – لبنانية". وتابع: "صحيح أن تركيا تنتج كل شيء ولديها منتجات زراعية هائلة، لكن رغم ذلك فإن نظيره التركي تمنى أن يكون هناك لجان فنية لدراسة اتفاقيات شراكة بين البلدين في القطاعات الحيوانية والنباتية". وأوضح أنه "في الأيام القادمة سيكون هناك لقاءات لصوغ هذه الاتفاقيات".
وفي سياق متصل، شدد وزير الزراعة على أنه "لم يغب يوماً موضوع مزارع شبعا وتلال كفرشوبا عن وجدان اللبنانيين، ومن حق لبنان استرداد هاتين المنطقتين الواقعتين في الجنوب من الاحتلال الإسرائيلي". وطالب المجتمع الدولي والقوى الضاغطة "المساعدة في تحرير هذه الأرض اللبنانية، ونؤكد على حقنا المشروع في العمل المقاوم والدبلوماسي وكل ما اتيح لنا من أجل تحريرها".