أشار وزير البيئة ناصر ياسين، خلال ندوة نظمتها الوزارة حول تغيّر المناخ وزارة البيئة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، إلى أنه "بعد عامين من العمل الجماعي الشاق، لدينا ميثاق غلاسكو للمناخ، مما يثبت مرة أخرى أن العملية المتعددة الأطراف يمكن أن تحقق النجاح".
ولفت ياسين إلى أنه "في حين أن هناك بنودًا، كما نعلم جميعًا الآن، كان من الممكن أن تكون أقوى في النتيجة، فإننا نعتقد أننا نتجه بشكل جماعي نحو هدفنا المشترك بموجب اتفاقية باريس للحد من الاحترار العالمي بحلول عام 2100 وهدف 1.5 درجة مئوية".
وأفاد بـ "إننا قدمنا المساهمات المحددة وطنياً المحدثة في عام 2021، وكحكومة لبنانية، فإننا نعمل بجد من أجل تحديد الخطوات المناسبة لضمان أن يكون التعافي (بعد تفشي فيروس كورونا الجديد وكجزء من الانتعاش الاقتصادي للبنان) صديقًا للبيئة"، موضحاً أن "التعافي الأخضر ليس ترفاً ولكن يجب وضعه في صميم جهود الحكومة".
وفي هذا الصدد، أعلن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إطلاق "مرفق لبنان للاستثمار الأخضر" الذي يهدف إلى تعبئة استثمارات القطاع الخاص من أجل تخضير لبنان، مع الاستفادة في الوقت نفسه من التمويل والمنح الثنائية والمتعددة الأطراف بشروط ميسّرة. لتعزيز هذا العمل، وبفضل دعم حكومة المملكة المتحدة، سنطلق قريبًا، كجزء من تعاوننا مع شراكة NDC، خدمات الاستشارات الاقتصادية. ونتطلع إلى تعزيز شراكتنا مع حكومة المملكة المتحدة في مرفق الاستثمار الأخضر في لبنان.
ورأى ياسين أنه "في الوقت الذي يستجيب فيه لبنان للتحديات المختلفة التي يعاني منها البلد، فإن لديه فرصة أيضًا للنهوض بأولوياته المناخية والبيئية طويلة المدى. يُعد دمج الاعتبارات المناخية أمرًا أساسيًا لضمان مساهمة السياسات اليوم في النمو المستدام طويل الأجل. في مواجهة التحديات الحالية، لدى لبنان فرصة لوضع الأساس للمرونة الاقتصادية والنمو الاقتصادي في المستقبل، بما يتماشى مع أهداف المساهمات المحددة وطنياً وأهداف التنمية الأخرى".
ولفت إلى أن "هذا سيكون استمرارًا للعمل الذي تم إنجازه بالفعل مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في لبنان في إطار وعد المناخ الذي تم تحقيقه، وإدراجه في استراتيجية التنمية منخفضة الانبعاثات لعام 2050، والتي هي قيد التطوير". وشدد على أنه "مثل العديد من دول البحر الأبيض المتوسط الأخرى، أثّرت التغيرات بشدة على مدى وتواتر حرائق الغابات وعلى الغطاء الأخضر للبنان في السنوات الأخيرة. خلال السنوات الثلاث الماضية، شهد لبنان بعضًا من أسوأ مواسم الحرائق مع حرائق كبيرة ومكثفة تسبّبت بآثار مدمرة".
وأضاف: "ليس فقط على البيئة الطبيعية ولكن أيضًا على سبل عيش المجتمعات المحلية. ونحن نعمل بجد لتحديث استراتيجية الوقاية من حرائق الغابات وصياغة قانون محدد لحرائق الغابات، وتنفيذ إجراءات تجريبية لمنع حرائق الغابات واستعادة الأراضي المحترقة، من بين خطوات أخرى. وإن الانضمام إلى إعلان قادة غلاسكو بشأن الغابات واستخدام الأراضي خطوة استراتيجية للحكومة لتوحيد قواها، على الصعيدين الإقليمي والدولي، يصبح فعالاً لحماية غاباتنا وتسريع استعادة الأراضي المحترقة والمتدهورة".
وأكد "إننا منذ اليوم هنا مع الشباب اللبناني جيل المستقبل، الذي سيتولى قريبًا دورًا قياديًا، لأن ميثاق غلاسكو للمناخ، "يقر بالدور المهم للشباب من بين الآخرين، في معالجة والاستجابة لتغير المناخ"، وكذلك الدعوة التي تحث الأطراف وأصحاب المصلحة على ضمان مشاركة وتمثيل الشباب بشكل هادف في عمليات صنع القرار متعددة الأطراف والوطنية والمحلية، بما في ذلك بموجب اتفاقية باريس. وستقوم وزارة البيئة من الآن فصاعدًا بضم واحد على الأقل من ممثلي الشباب في الوفد الوطني اللبناني إلى مفاوضات تغيّر المناخ بالتنسيق مع دائرة الأطفال والشباب في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ".
من جهته، لفت السفير البريطاني في لبنان إيان كولارد، إلى أن "مؤتمر الاطراف في دورته الـ26 حقق الكثير، ولكن هناك الكثير للقيام به. إنها أجندة عالمية لنا جميعًا أن نشارك فيها من الأفراد إلى الحكومات. يهدّد تغيّر المناخ وجودنا ذاته وسلامنا واستقرار كوكبنا. ماذا يعني هذا للبنان مع التحديات الكبيرة التي تواجه موارد الطاقة والموارد المائية والغابات وارتفاع مياه البحر وارتفاع درجات الحرارة العالمية؟ إن التخطيط الطويل الأمد مع وجود اقتصاد مستدام مع وجود تحديات بيئية في صميمه، سيساعد لبنان على العودة إلى طريق الانتعاش، والشباب هم مستقبل البلد وأي بلد وفيهم تكمن إمكانيات التغيير والعمل".