دعا رئيس مؤسسة الانتربول الياس المر، المجتمع الدولي الى دعم لبنان "لأنه في أمسّ الحاجة الى دعمنا جميعا لمنع أمنه من الانهيار وتجنيبه الفوضى واللااستقرار"، لافتا إلى أن "دعم الجيش اللبناني والاجهزية الامنية والقضائية في هذه الظروف الكارثية التي يعاني منها يجب أن نتعامل معها كأولوية. وسأعمل شخصيًا على هذه المسألة جنبًا إلى جنب مع السلطات اللبنانية لتحقيق ذلك".
وفي كلمة ألقاها في افتتاح الجمعية العامة الـ 89 للانتربول في "هاليش كونغرس سنتر" في اسطنبول، قال: "لم تكن الفترة السابقة سهلة بسبب كوفيد 19 الذي اجتاح العالم وهدّد حياة الناس وضرب الاقتصاد والسياحة، وما زاد الامور سوءاً، ان المجرمين لم يتأخروا في استغلال هذه الجائحة ليتلاعبوا بحياة الناس من خلال الاتجار باللقاح وادوات التشخيص والتعقيم والحماية، بهدف كسب اموال غير المشروعة، لكن الانتربول كان جاهزاً ولم يتأخر في التصدي لهذه الشبكات الاجرامية. وبالفعل نجح في ضبط خمسة ملايين و300 الف سلعة غير مشروعة ذات صلة بكوفيد 19، منها اقنعة تنفس ومجموعات فحص وكمامات مزيفة".
وأضاف " علينا ان نكون مستعدين للتصدي لمفاجآت اخرى محتملة على مستوى الامن الاستراتيجي مثل ان تستخدم شبكات ارهابية او اجرامية منظمة، اسلحة بيولوجية أو جرثومية او حتى نووية. علينا ان نكون مستعدين لدعم أكبر لاستراتيجية الانتربول الاوسع نطاقاً، الموجهة نحو المستقبل لمواصلة تطوير وتعزيز القدرات الشرطية في جميع انحاء العالم. وهذا لا يمكن أن يحصل بلا دعم من الدول القادرة بحيث يكون مستوى الدعم لجهود الانتربول في مستوى التحديات الامنية العالمية المستجدة او التي قد تستجد، لنكون جميعاً اكثر جاهزية في التصدي الفوري لأي تحد جديد، بهدف حماية المواطنين وتعزيز أمنهم وسلامتهم في الدول ال 194 الاعضاء في الانتربول".
وشدد على أنه "لا خيار أمامنا جميعاً الاّ ان نكون أكثر استعداداً وتصميماً على الحاق الهزيمة بالارهابيين والمجرمين. لا خيار أمامنا الاّ ان نكون مستعدين لمنع الارهابيين من استغلال الذكاء الاصطناعي في عملياتهم الاجرامية، ومنعهم من امتلاك اسلحة بيولوجية او إشعاعية او كيماوية، لكي لا يتحول أي تهديد إرهابي الى خطر إرهابي نووي غداً". وقال: "ان العمليات السيبرانية وتداعياتها على السلم والأمن الدوليين اصبحت أمراً واقعاً، ودخلنا في عصر الذكاء الاصطناعي والروبوتات ، وبقدر ما توفر التكنولوجيا الرقمية من إمكانيات هائلة تسهم في رفاهية المجتمعات وتنميتها، فإنها في الوقت ذاته أفرزت مجموعة من التحديات التي قد يؤدي تجاهلها أو التأخر في معالجتها إلى مخاطر تهدّد أمن الشعوب والمجتمعات والدول واستقرارها".
ورأى ان "هذه التحديات الكبيرة تحتاج الى تحرك عالمي شامل لمواجهتها، والى تعاون وثيق بين الدول الـ 194 والانتربول وفي المقابل من اجل تعزيز إمكانات اجهزة الامن والشرطة والقضاء، وبناء قدراتها، وتطوير تقنيات التدريب والتجهيز، وتحديث اصدار مذكرات التوقيف الدولية الكترونياً".