لفت وزير الثقافة محمد وسام المرتضى إلى أن "في الميدان الثقافي، أشير إلى أن الزيتون يشكل عندنا ثروة وطنية تاريخية حقيقية، مثال ذلك، زيتونات بشعلة الست عشرة، التي يعود عمرها إلى ستة آلاف عام، والتي لو حكت لحدثت عما كابدت من صروف الزمن، وعن الوجوه التي استظلت بها، والزنود التي امتدت إلى أغصانها، وعن الحروب والاتفاقات والمناسبات الحزينة والسعيدة التي شهدتها، ولكان لنا حينذاك تاريخ موثق بشهادة مقدسة عن أشياء كثيرة نتخيلها ولا نعلمها علم اليقين".
وأشار، خلال رعايته اللقاء الاحتفالي الذي نظمته اللجنة الوطنية اللبنانية لليونسكو وبلدية بشعله، في اليوم العالمي لشجرة الزيتون، وحضره السفيرة الأميركية دوروثي شيا، إلى أن "هذا يلقي على عاتق الدولة بسلطاتها المركزية والمحلية، واجب تعهد هذه الشجرات بالدراسة العلمية المتخصصة، والعناية المشددة. وأنا من هنا، ومن موقعي الوزاري أتعهد بالعمل، على إدخال هذه الأشجار ضمن برنامج مواقع التراث العالمي للأونيسكو، نظرا لأهميتها التاريخية الفريدة".
وأوضح المرتضى أن "في هذا الجو الطبيعي المفعم بالهدوء والسلام، في حضن هذه البلدة التي تعلو عن سطح البحر ألفا وأربعمئة متر، والتي احتضنت زيتونها في ارتفاع لا يصلح عادة سكنا لهذه الشجرة، لا أريد أن أنغص عيدكم بالكلام السياسي، أو بالحديث في أزماتنا المتراكمة، فإننا جديرون بساعة من الفرح، أو بدقائق من نسيان مؤقت للويلات النازلة بنا".
وأكد "أنني بحسبي أن أخاطب اللبنانيين من ههنا بالقول، علينا جميعا أن نرتفع عن سطح مصالحنا كارتفاع بشعلة عن سطح البحر، وأن نحتضن الحقيقة في بيئة من العدالة الناصعة النقية غير المشوبة، بالإستنسابية أو بالإفتراء أو بالتحامل أو بالتسييس، كاحتضان بشعلة زيتونها في هذا الجيب المناخي الخاص، لكي يسكن في قلوبنا وأعمالنا سلام الزيتون وتفيض خيراته علينا وتنتشر بركاته فينا، فنستحق هذا الوطن الذي عمره المقروء يجاور عمر زيتوناتكم".