بعد 28 شباط 2021، حيث كان اللقاء الجماهيري الكبير (ما يقارب الـ12 الفاً) وغالبيتهم من القوى المسيحية المعارضة للتيار وتحالفه مع حزب الله وغلب عليه الحضور «القواتي» و»الكتائبي» ومستقلون ومن الحراك المسيحي، ترى اوساط مسيحية ان بات لبكركي مشروع سياسي ومطلب يومي للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وهو الحياد الإيجابي الفعّال للبنان، والدعوة إلى عقد مؤتمر دولي برعاية الأمم المتحدة من أجل لبنان. ووقتها رفعت الجماهير الحاضرة شعارات «ضد الهيمنة الإيرانية وضد تحالف السلطة المتحالف مع إيران».
وحتى اليوم، ترى الاوساط نفسها ان الراعي، بالاضافة الى تمثيله المرجعية الدينية الاولى للمسيحيين الموارنة في لبنان وانطاكية وسائر المشرق، فإنه بات له مواقف سياسية وتوجهات معينة يراها لا تتعارض مع التوجهات الدينية، ويؤيدها قسم من اللبنانيين والمسيحيين ويرفضها آخرون. بينما يرى آخرون انه لا يحق لاي مرجعية دينية ان تتعاطى السياسة من المجلس الشيعي او دار الفتوى او مشيخة العقل وكذلك لبكركي، او اي مرجعية مسيحية اخرى فسيحولها الى مصاف رجل السياسة وتصبح عرضة للانتقادات والحملات السياسية والاعلامية.
واليوم، وعلى ابواب ثلاثة استحقاقات في العام 2022، يتردد اسم بكركي في انتخابات «الرابطة المارونية» والانتخابات النيابية والرئاسية، ومن دون ان يتم اعلان اي موقف او تبن رسمي لأي مرشح، لا لـ «الرابطة المارونية» ولا للرئاسة ولا للانتخابات النيابية.
على مستوى «الرابطة المارونية» والانتخابات التي تجري في آذار 2022، تؤكد اوساط كنسية ان ليس لبكركي مرشح مباشر او غير مباشر، وهي مع الجميع لانجاح الاستحقاق وعلى مسافة واحدة منهم. وتؤكد الاوساط ان السفير السابق خليل كرم في الاونيسكو والمرشح الى رئاسة «الرابطة» على علاقة جيدة وقريب من بكركي، ولكن هذا لا يعني ان بكركي تدعم كرم على حساب المرشح الآخر، وهو المحامي بول كنعان، والذي اعلن ترشحه منذ ايام، كما يتردد اسماء اخرى لم تعلن ترشحها الرسمي بعد، ليتم التعاطي مع ترشيحها رسمياً وكأمر واقع.
وتكشف الاوساط ان الوحيد المخول بالتحدث بإسم بكركي هو البطريرك الراعي نفسه ومجلس المطارنة، وكل رجال الدين الموارنة لهم مرجعية واحدة هي بكركي ولا يتحدث بإسمها اي شخص مدني او ديني وهناك قسم من الاعلام ينطق بما يعلنه الراعي.
وتقول الاوساط ان لا توجه من بكركي لخوض اي استحقاق، وهي لا تؤيد اي اسم لرئاسة «الرابطة المارونية» وحتى الانتخابات النيابية والرئاسية، وليس لها اي مرشح في الانتخابات النيابية والرئاسية، وهي لا تخفي العلاقة بين بكركي والوزيرين السابقين زياد بارود ودميانوس قطار، وهما يطرحهما الوسط الماروني كمرشحين صالحين للرئاسة الاولى وكمخرج تسوية بين الجميع، وكانا طرحا خلال انتخابات العام 2016 الرئاسية.
وتؤكد الاوساط ان طرح الحياد وانقاذ لبنان لا يراه الراعي الا مشروعاً انسانياً لمنع حصار لبنان واستخدامه كمنصة لتصفية الحسابات، ومنع تخريب علاقات لبنان بالخارج، وعدم تركه «رهينة التدخل الايراني والسلاح».