سؤال كبير عاد امس الى الواجهة عن توقيت وإعادة تحريك الشارع، خصوصاً في المناطق السنية وقطع الطريق الساحلي بين الجنوب وبيروت، وعرقلة السير والتحرك في مفاصل اساسية في العاصمة بيروت عبر مجموعات صغيرة ومنظمة.
ويبرر ناشطون في الحراك والمجموعات اليسارية المنضوية في 17 تشرين الاول اي تحرك بسبب الانهيار الاقتصادي والاجتماعي وفلتان سعر صرف الدولار،في حين يفسح عقم السلطة الحالية وتلهيها بالخلافات والسجالات ومحاولة كسر فريق سياسي وطائفي كبير وتسييس القضاء وترك البلد «فالت» وبلا سلطة تنفيذية فعلية تديره وتكبح الانهيار وفلتان اسعار الدولار والاحتكار وغلاء الاسعار والتحكم برقاب الناس ولقمة عيشهم، المجال والمبرر لأي كان للامساك بالشارع والنزول الى الارض.
وبالتالي، تؤكد اوساط في الحراك ان السلطة والعهد و»الثنائي الشيعي» يعطلون البلد والحكومة ولا يقومون بأية خطوات لوقف الانهيار، بل يتلهون بالخلافات والمصالح السياسية الضيقة، لذلك من حق الناس ان تخرج الى الشارع،ومن دون تخوين او اتهامات او تعليب لأي تحرك كأنه مؤامرة.وتقول ان من خرج امس في الجنوب (قضاء صور وصيدا) هم من اليساريين، ومن حراك 17 تشرين الاول، وعنوان تحركهم الاعتراض على الاوضاع المعيشية والاقتصادية وغلاء الاسعار وفلتان سعر صرف الدولار وتأثيره على كل مناحي الحياة.
في المقابل تؤكد اوساط سنية طرابلسية، ان من خرج في الشارع امس، هم من المجموعات التابعة لبهاء الحريري وبالتنسيق مع «القوات اللبنانية» واللواء اشرف ريفي، وبتمويل مباشر من السعودية،ويهدف هذا التحرك الى تأليب الشارع مرة جديدة، ضد حزب الله والعهد، في ظل التصعيد السعودي الكبير السياسي والديبلوماسي،ومع استفحال الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية والمالية والمعيشية الصعبة للغاية،ووصول الدولار الى عتبة الـ25 الف ليرة.
وتقول الاوساط ان مع انكفاء حالة الرئيس سعد الحريري والذي يمثل 30 في المئة من الشارع السني الشمالي والطرابلسي، يجهد شقيقه بهاء للاستئثار بـ10 في المئة من هذا الشارع، والذي يحتاج اليوم الى رعاية وتمويل وتأمين الحياة اليومية ، وفي ظل انكفاء سعد الحريري، وسحب السعودية يدها من الساحة السنية ووضع كل ثقلها السياسي والمالي في عهدة رئيس حزب «القوات» سمير جعجع.
وتقول الاوساط ان هذه المجموعات تنسق ميدانياً مع الحالة التي يقودها الوزير السابق اللواء اشرف ريفي وهو له خدمات على بعض العائلات السنية خلال توليه المديرية العامة للامن الداخلي وكذلك بعد توليه الوزارة.وتقول ان التنسيق بين ريفي وجعجع واضح وبدفع من السعودية، ولكن جعجع يتعاطى في المقابل بحذر مع حالة بهاء الحريري والتي يراها متقلبة وغير ثابتة.ويظل جعجع يراهن على التحالف الانتخابي والسياسي مع سعد الحريري والاستفادة من الاصوات السنية في الشمال وزحلة وبيروت الاولى، خصوصاً ان سعد الحريري هو الاكثر تمثيلاً سنياً حالياً رغم تراجعه السياسي والشعبي بسبب «الفيتو» السعودي عليه.
في المقابل تنفي اوساط قيادية في «القوات» مشاركة عناصر او مؤيدين لها في الاعتصامات وقطع الطرق امس، ولو صح هذا الامر لكنا اعلنا عنه،كما تنفي الاوساط اي تنسيق انتخابي او في الشارع مع بهاء الحريري، بينما التواصل السياسي مفتوح مع ريفي.
بدورها تؤكد اجواء ريفي ان من يتحرك في طرابلس، هم من «ثوار 17 تشرين» وليس لدى ريفي اي حالة حزبية او امنية او مجموعات تابعة له، بل هو يؤيد اي حراك طرابلسي في الشارع و»الثورة» وليس بعيداً عن نبض الناس.كما ينفي محيطون بريفي اي تنسيق ميداني مع «القوات»، بل علاقة سياسية وتواصل سياسي، وكل ما يحكى عن تمويل من بهاء الحريري او السعودية غير صحيح. كما يكشف هؤلاء، ان حتى الساعة لا حديث في الانتخابات قبل التأكد من اجرائها اصلا، وبعدها لكل حادث حديث ترشحاً واقتراعاً وتحالفات.