بقي ملف التحرك في الشارع، لا سيما في المناطق السنية في الشمال والبقاع الاوسط وبيروت (الطريق الجديدة والمدينة الرياضية) وصيدا والاوتوستراد الساحلي في دائرة التساؤلات والتداول امس، ومع تضارب تقارير الاجهزة الامنية عن هوية المتظاهرين الحقيقية.
وفي حين غمز البعض وفق المعلومات من قناة الرئيس سعد الحريري ومسؤولوه في بيروت والطريق الجديدة، يؤكد المسؤول المذكور ان «المستقبل» لم يتحرك في اي منطقة، بل بعض الافراد ممن كانوا يناصرون سعد الحريري و «تخلوا» عن ذلك لمصلحة بهاء الحريري، ويسمّون في الشارع السني اليوم بالـ «المنشقين».
كما تكشف المعلومات ان الممول الاساسي لـ «تيار المستقبل» في بيروت احمد هاشمية على «زعل» مع سعد واحمد الحريري، ويتردد انه لن يترشح على لائحة «المستقبل»، وبالتالي زج اسمه في تظاهرات اليومين الماضيين غير دقيق.
وتترافق هذه المعلومات مع تأكيدات لمرجعيات دينية سنية وقريبة من دار الفتوى، ان الحريري لا يحتاج الى اي تحرك في الشارع لاثبات انه الرقم الصعب سنياً، وهو اصلاً يعيد كل حساباته السياسية وحتى المالية.
وتؤكد اوساط علمائية سنية انها اتصلت اخيراً بالحريري للوقوف على حقيقة ما يتم تداوله من معلومات عن عزوفه الانتخابي ووجود «فيتو» سعودي عليه، وتشير الاوساط الى انها سمعت منه ان ازمته المالية مستمرة وصعبة، وان عودته الى بيروت ستكون متأخرة، ربما بين أواخر كانون الثاني وشباط، وقد تكون الامور قد حسمت لجهة بت الطعن في قانون الانتخابات وايضاً حسم مصير الانتخابات ككل. وبالتالي هو يهدف الى توفير المال ومنع الاستنزاف الداخلي لما تبقى معه، وحتى الماكينات الانتخابية لـ»تيار المستقبل» متوقفة لهذا السبب.
وتكشف الاوساط، ان سعد الحريري يتجه انتخابياً الى الترشح في بيروت بلائحة مكتملة، والى ترشيح ابن عمته احمد الحريري في صيدا مكان والدته، وتشير الى ان الحريري ميال الى ترشيحات في مختلف المناطق اللبنانية لحلفاء واصدقاء، وهو مستعد لأن يتبنى في كتلته كل من يفوز لاحقاً، لكنه لن يرشح لوائح مكتملة ويتحمل مسؤوليتها المالية والتنظيمية وحتى السياسية لجهة الخسارة لاسباب مالية وسياسية، لكنه لا يمانع ان يكون لديه تحالفات قوية في الشمال مثلاً مع الرئيس نجيب ميقاتي والنائب السابق سليمان فرنجية وغيرهما. وقد تسمح هذه التحالفات بفوز مرشحين غير سُنة. وبالتالي يكرر ما كان يقوم به والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري عندما كانت لوائحه الانتخابية وكتلته تضم نواباً من مختلف الطوائف.
في المقابل، يؤكد نائب رئيس «تيار المستقبل» النائب السابق مصطفى علوش لـ «الديار»، انه لن يدخل في اجتهادات او تحليل، وهناك الكثير من المداولات والسيناريوهات وحتى المعلومات. ويشير علوش الى انه اتصل منذ ايام بالحريري، وفهم منه ان الامور لم تحسم بعد وانه في صدد دراسة كل الاحتمالات، ويؤكد المعلومات ان عودة الحريري لن تكون قريبة الى لبنان وقد تكون متأخرة الى شباط ربما!