ترأس لبنان يومي 29 و30 تشرين الثاني الفائت في العاصمة الاردنية عمان، اجتماع اللجنة الاستشارية لوكالة الغوث الدولية "الأونروا" ممثلا برئيس لجنة الحوار اللبناني- الفلسطيني باسل الحسن. وتم خلال الاجتماع الذي شارك فيه نحو 30 دولة من الأعضاء الدائمين في اللجنة الاستشارية، مناقشة قضايا عدة ذات صلة بأنشطة الوكالة وبرامج عملها والخدمات التي تقدمها للاجئين الفلسطينيين والتحديات الرئيسية التي تواجهها في مناطق عملها في ظل أزمتها المالية، وإمكان ايجاد مصادر تمويل إضافية لها، كما تداول المجتمعون في جملة اقتراحات لتطوير اعمال وخدمات الوكالة وضمان استدامتها.
وعقد الوفد اجتماعا مع المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني تم البحث خلاله في الازمة المالية للوكالة وسبل تحقيق تمويل مستدام لها وتحسين كفاءة عمل برامجها وخدماتها للاستمرار في دعم اللاجئين الفلسطينيين في الدول المضيفة لهم وبخاصة لبنان.
وكان المفوض العام لوكالة "الأونروا" فيليب لازاريني قد استهل كلمته خلال افتتاح المؤتمر بتقديم التهنئة لباسل الحسن من لبنان لتعيينه رئيسا للجنة الحوار اللبناني- الفلسطيني، متمنيا له التوفيق في رئاسة اللجنة الاستشارية هذه السنة. وأشاد "بقيادة كل من لبنان والمملكة المتحدة، سواء لهذا الاجتماع أو لاجتماع اللجنة الاستشارية التالي". وحذر المشاركين "من المخاطر المرتبطة بالأزمة المالية التي تواجهها الوكالة وتأثيرها على مقدرتها على المحافظة على الخدمات للاجئي فلسطين".
ودعا "بشكل عاجل الهيئة التي تحكم الوكالة إلى مساعدته على ضمان استمرار الخدمات الأساسية للاجئي فلسطين في الضفة الغربية، التي تشمل القدس الشرقية، وغزة وسوريا والأردن ولبنان". كما جدد دعوته "العاجلة لجميع الشركاء لمواصلة تضامنهم مع لاجئي فلسطين بطريقة مستدامة ويمكن التنبؤ بها وطويلة الأجل، وذلك إلى أن يتم التوصل إلى حل سياسي يشملهم". وركز على "تمكين الشباب ومساعدتهم في رحلتهم نحو الاعتماد على الذات".
والقى الحسن كلمة لبنان فقال: "يصادف اجتماعنا هذا اليوم مع مناسبة اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي شكل اعترافا خجولا بمسؤولية الأمم المتحدة عن قرار تقسيم فلسطين وتبعاته التي ما زلنا نعاني نتائجها اليوم. واننا اليوم نتوجه عبر وكالة الأونروا والدول المانحة والجمعية العامة للأمم المتحدة التي شكلت الأونروا احدى اهم إنجازاتها، في موازاة تحديات كبيرة وفشل كبير في تحقيق ما يصبو اليه الشعب الفلسطيني منذ 29 تشرين الثاني العام 1947 مرورا بـ 29 تشرين الثاني 1977 وصولا الى يوم 29 تشرين الثاني 2021، وهو حقه في إقامة دولته على اراضيه. إن شعوبنا ومجتمعاتنا لم تتعرف على الأمم المتحدة وأهدافها السامية الا من خلال المهمة الإنسانية والاستثنائية التي تجسدت بالأونروا. ولا اغالي اذا قلت أنه ساد اعتقاد لدى العامة من شعوبنا بأن الأونروا تعني الأمم المتحدة".
وأكد أن "ارتباط اسم هذه الوكالة بالنكبة وبالمعنى الاول للصدمة الاولى التي تلقاها الشعب الفلسطيني ومعه الشعوب العربية بمجملها، هو أوضح تعبير عن الشراكة التاريخية بقضية اللاجئين الفلسطينيين. وإن محنة المجتمعات المضيفة الحالية هي التحدي الأساسي في ظل الظروف الضاغطة الناجمة عن اختناق العالم بأزمات اللاجئين والنازحين، والتي نجم عنها أكثر من ?? مليون نازح ولاجئ جراء الحروب والنزاعات . لهذا، يجب البناء على هذا المؤتمر مع شركائنا، من الدول المانحة والمضيفة، من أجل التصدي لهذه الازمة الخانقة وغير المسبوقة للاونروا، التي يترتب عليها وعلى كل دولة قسط من الواجب".
ولفت الحسن، إلى أنه "باسمي وباسم الأونروا، أتوجه الى حضراتكم بالدعوة الى تخطي الآليات والذهنيات التي لا تقدم للشعوب الدعم الذكي الذي يغنيها عن طلب المساعدة بصورة دائمة، والشعب الذي نحن نعمل من أجله (اللاجئون الفلسطينيون) نريده ان يشعر بالكرامة وألا نشعر نحن بالإهانة لأننا لا أو لن نستطيع القيام بواجباتنا. هذا النوع من المساعدة مع إدراك حقيقة ان هناك واجبات ومسؤوليات يجب القيام بها لمساعدة المجتمعات في النجاة بنفسها وبقدراتها الخاصة، هو ما يجب أن يكون الهدف السامي للدول الأكثر قدرة على توفير الدعم والمساعدة. اتوجه هنا الى جميع الجالسين حول هذه الطاولة والمسؤولين عن توفير الدعم المالي والسياسي لوكالة الأونروا، إن هذه الشعوب تريد أن تتطور وأن تنمو بنفسها وبقدراتها، وبدعم من الفلسطينيين في الخارج الذين هم بأغلبيتهم من أبناء الأونروا ومؤسساتها التعليمية. في ظل التعاون المتبادل مع المؤسسات الدولية ومع الامم الاخرى التي تواجه تحديات متنوعة ليس أولها اللجوء والهجرة غير الشرعية جراء النزاعات والحروب، يطلب منا المواكبة اليقظة والمباشرة لتطور المجتمعات وضرورتها ومستجداتها السياسية والاقتصادية والانسانية والوجودية من الصحة الى المناخ والبيئة والتكنولوجية وغيرها من تحديات وأسباب تطور الوجود الانساني".