اعتبر المفتي الشيخ حسن شريفة، أن "لبنان يعيش الايام الاصعب منذ ولادته وشعبه، يئن جوعًا تحت وطأة تراكم الأزمات التي تعتبر الأسوأ في تاريخه، حيث تتزامن مع انسداد سياسي تسبب في الكثير من الويلات على المواطن الذي ليس له حول ولا قوة، واضافة الى ذلك لا زالت الكيدية والتعنت أسياد الموقف المرتربع على عرش الطمع والجشع، مما يدفع بالبلاد الى شفير الانهيار التام والسير نحو الهاوية، وأسوأ انعكاسات الأزمة هو الانهيار المستمر للعملة الوطنية مقابل الدولار".
ولفت، خلال خلال خطبة الجمعة بمسجد الصفا في بيروت، إلى أن "المكان الصحيح لخروج لبنان من ازماته، هو التواضع والجلوس على طاولة مستديرة وطرح كل الامور العالقة، وليس استجداء الحل من الخارج وخاصة اميركا، التي يصورها البعض كرجل عطاء او جمعية خيرية، فيما هي تنّين شرّه لا يشبعه شيء، أميركا همها السيطرة على العالم والاستيلاء على مقدرات وثروات الشعوب، باساليب شتى وعناوين مختلفة، وليس آخرها الترهيب والترغيب، احتلت افغانستان سنة 2001، بحجة القضاء على الارهاب وهي التي مولته ودرّبته في سوريا والعراق، دعمت الثورات والجمعيات، تحت ذريعة الحفاظ على الديمقراطية، وهي التي الغت نتائج انتخابات الجزائر سنة 1992، احتلت العراق سنة 2003، بكذبة امتلاكه أسلحة الدمار الشامل، طوعت الامم المتحدة وقيدت مجلس الامن بحق النقض "الفيتو، وها هي الآن تحرك سلاح العقوبات، لكل من يقول لها لا، وما بناء القاعدة العسكرية الكبرى في لبنان بثوب دبلوماسي الا لاستكمال السيطرة على المنطقة وقد اعلنت عنه سابقا تحت مسمى شرق أوسط جديد".
وشدد شريفة، على "أننا علينا لمرة واحدة أن نطلب الحلول من انفسنا، ومن مسؤوليتنا تجاه شعبنا ووطننا، بدل استجداء وتوسل الحلول الخارجية لمشكلة اصلا داخلية، الا اذا كنا قد تخلينا عن واجباتنا تجاه بلدنا العزيز ورهناه للعبة الأمم والمصالح الدولية"، مشيرًا إلى أنه "آن الأوان أن ننزل عن جبل الانتظار، وأن نبادر للعمل والانقاذ، إن الله والتاريخ والضمير يحاسبوننا على كل لحظة نهدر فيها الوقت ونمارس ترفه ولا نستغله لوضع الاستراتيجيات وخرائط الطرق لانقاذ وطننا وهي متوفرة وبين ايدينا، قبل أن يفلت الوطن من ايدينا".