أجرى رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي إتصالا برئيس الجمهورية ميشال عون، بعيد تسلمه من وزير الاعلام المستقيل جورج قرداحي كتاب استقالته من الحكومة. وقد تشاور الرئيسان في الوضع وآخر المستجدات الحكومية، وكان ميقاتي قد استقبل قرداحي، ثم وقع رئيس مجلس الوزراء مرسوم قبول الاستقالة وأحاله على رئيس الجمهورية.
ولفت ميقاتي في بيان الى أنه "أما وقد تقدم وزير الاعلام الاستاذ جورج قرداحي باستقالته الخطية من الحكومة، يهمني تأكيد أن إستقالة الوزير كانت ضرورية بعد الازمة التي نشأت مع السعودية وعدد من دول مجلس التعاون الخليجي، ومن شانها أن تفتح بابا لمعالجة إشكالية العلاقة مع الاشقاء في السعودية ودول الخليج، بعد تراكمات وتباينات حصلت في السنوات الماضية".
وأوضح أن "لبنان كان وسيبقى عربي الهوية والانتماء، وهو عضو مؤسس وعامل في جامعة الدول العربية وملتزم بمواثيقها، ويتطلع الى افضل العلاقات مع الاشقاء العرب وامتنها بروح الروابط التاريخية التي تجمع بين دولنا وشعوبنا. ومن هذا المنطلق فاننا حرصاء على تطبيق ما ورد في البيان الوزاري لحكومتنا لجهة تعزيز علاقات لبنان مع الدول العربية الشقيقة والإصرار على التمسك بها والمحافظة عليها، والحرص على تفعيل التعاون التاريخي بين بُلداننا العربية والنأي بالنفس عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية وفي اي نزاع عربي - عربي ودعوة الأشقاء العرب للوقوف إلى جانب لبنان في هذه المحنة التي يرزح تحتها شأنهم دائما مشكورين".
وتابع: "ما يجمع بين لبنان والسعودية من علاقات أخوة تاريخية متينة كفيل بتجاوز كل التباينات العابرة والملاحظات التي تحمل في طياتها عتب محب ليس الّا، وكذلك الامر مع سائر دول مجلس التعاون الخليجي التي نقدر ونحترم ونحرص على الحفاظ عليها وعلى امنها وسلامتها، والحكومة عازمة على التشدد في إتخاذ الاجراءات الكفيلة بضبط الحدود البحرية والبرية ومنع كل أنواع تهريب الممنوعات الذي يضر بامن الدول العربية الشقيقة وخصوصيتها، لا سيما منها دول الخليج والسعودية بشكل خاص. والحكومة على إستعداد لانشاء لجنة مشتركة للبحث في كل الامور والسهر على حسن تطبيقها، كما تؤكد الحكومة رفض كل ما من شانه الاساءة الى أمن دول الخليج وأستقرارها ، وتدعو كل الاطراف اللبنانية الى وضع المصلحة اللبنانية فوق كل إعتبار، وعدم الاساءة باي شكل من الاشكال الى الدول الشقيقة والصديقة أو التدخل في شؤونها".
وأكمل: "أجدد مطالبة جميع الاطراف بالعودة الى طاولة مجلس الوزراء للقيام بتنفيذ ما هو مطلوب من الحكومة في هذا الظرف الصعب.
ختاما ،إننا إذ نبدي اسفنا لما حصل سابقا وأن يكون صفحة من الماضي قد طويت، نتطلع الى اعادة العلاقات الطبيعية بيننا وبين الاشقاء في السعودية ودول الخليج على قاعدة الاحترام والمحبة وحفظ سيادة كل دولة وامنها وخصوصيتها وكرامة شعبها".
من جهة أخرى، أجرى ميقاتي اتصالا بوزير التربية ووزير الإعلام بالوكالة عباس الحلبي وطلب منه تصريف الأعمال في وزارة الإعلام في المرحلة الإنتقالية بعد استقالة قرداحي.