شهر وبضعة ايام من الضغط الاعلامي والسياسي والشعبي الهائل، كانت كفيلة بأن يأخذ وزير الاعلام جورج قرداحي قراره بالاستقالة والذي بدأ التداول جدياً فيها منذ ايام.
وتكشف اوساط وزارية في 8 آذار ان الإستقالة وفي هذا التوقيت ارادها الوزير قرداحي ان تكون بمثابة «رمي الحجة» على متهميه ومتهمي الفريق السياسي الذي يمثله، بعرقلة الحكومة وبتعطيل البلد وتدمير الاقتصاد وصولاً الى اتهامه مع رئيس «تيار المردة» النائب السابق سليمان فرنجية ومن خلفهما حزب الله، بأن مصائب البلد كلها وارتفاع سعر صرف الدولار المخيف من ورائهم، ومن جراء تمسكهم بوزير وبشخص بدل «التضحية» فيه لمصلحة البلد!
وتقول الاوساط ان الاستقالة رمي لـ «كرة النار» في وجه متهمي تحالف حزب الله و8 آذار بالتعطيل وبتدمير ما تبقى من مقومات اقتصادية ومالية وبتعريض مصير آلاف اللبنانيين للخطر في الخليج، وبوقف الصادرات الزراعية والغذائية، وحرمان اللبنانيين من مئات ملايين الدولارات.
وتشير الاوساط الى ان هذه الاستقالة، وبغض النظر عن حسابات الربح والخسارة السياسية، تأتي في لحظة لرد الظلم والافتراءات على فريق دون آخر، وكرد مباشر على رئيس الحكومة نجيب ميقاتي و»نادي الاربعة» وحتى المرجعيات الدينية، من بكركي الى دار الفتوى الى مشيخة العقل وحتى المختارة ومعراب وميرنا الشالوحي وبعبدا، للقول ان ذريعة التمسك بقرداحي وعدم استقالته سقطت، و"تفضلوا شمروا عن سواعدكم لاراحة البلد واعادة العلاقة الى طبيعتها مع السعودية، لان المشكلة ليست في الوزير قرداحي وتصريحاته بل ابعد ذلك بكثير".
وتكشف الاوساط ان الاتصالات الاولية التي جرت عبر وسطاء مع السعودية امس اتت سلبية، ومن يتابع الاعلام السعودي والخليجي يتأكد ان الاستقالة غير مفيدة ولم «تهضمها» السعودية وتعتبرها متأخرة.
وتنقل الاوساط عن احد ديبلوماسيي السفارة السعودية في لبنان قوله لوزير صديق له في الحكومة ومقرب من «المستقبل»، ان استقالة قرداحي وحتى ميقاتي وكل الحكومة لن تؤدي الى نتيجة، طالما هناك نفوذ لحزب الله على رئيس الجمهورية ميشال عون وعلى الحكومة والبلد! وتشير الى ان استقالة قرداحي غير «مقبوضة» سعودياً، ولن تفيد في لقاء الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
في المقابل، تشير الاوساط، الى ان ما تطلبه السعودية هو في غير محله، وما تسعى اليه من «تحجيم» لدور حزب الله و»عزله» وتحصيل مكاسب سياسية في اليمن ليس في حارة حريك وعند الحوثيين. وترى الاوساط ان الجميع اليوم في مرحلة ترقب، وغداً يوم آخر، والاستقالة انتهت عملياً وورقياً، المهم هو انتظار رد الفعل والقرار السعودي الفعلي والحقيقي وبعد لقاء ماكرون – بن سلمان.
بدورها تتكتم اوساط «تيار المردة» عن خلفيات وتوقيت ما جرى، وتقول ان الامور كانت موضوعة على النار منذ زيارة فرنجية لبكركي منذ 3 اسابيع، وترك الخيار لقرداحي لاتخاذ قراره المناسب، وان البحث في الاستقالة كان يجري على نار حامية في الايام الماضية.
وترفض الاوساط الخوض في التفاصيل وتوقيت الاستقالة، وما جرى في انتظار تظهير الموقف الرسمي لـ «المردة» على لسان سليمان فرنجية ابتداء من الاثنين المقبل، وكما يرى فرنجية ذلك مناسباً.