اعتبر وزير الأشغال العامة والنقل علي حميه، لدى زيارته منطقة دير الأحمر للاطلاع على حاجاتها، استهلها بزيارة المطرانية حيث كان في استقباله راعي أبرشية بعلبك دير الأحمر المارونية المطران حنا رحمة والنائب أنطوان حبشي، أن "هذه البلدة البقاعية الوادعة، والتي لطالما حدثنا عنها أباؤنا وأجدادنا، عن تاريخها الأصيل، وعن نموذجها المحتذى في التلاقي والعيش المشترك".
وتابع: "وجودي اليوم بينكم رسالة محبة، كما أرادها السيد المسيح، وامتثال لرسالة القرآن والإنجيل معا في دعوتهما للانفتاح والتآلف بين الإنسان وأخيه الإنسان. حافظت دير الأحمر ومعها كل البقاع الحبيب، بكل تلاوينه المختلفة، على العيش المشترك، فكانت وما زالت وستبقى دير الأحمر ومعها كل البلدات البقاعية تزدان يوما بعد يوم، وهي تجسد واقعا كلمات الأمام المغيب السيد موسى الصدر عن التعايش الإسلامي - المسيحي، والذي هو بحق كما عبر سماحته ثروة يجب التمسك بها".
واعتبر حمية، أن "الخلاف مع البعض في السياسة، يجب ألا يفسد في الود قضية، فنحن جميعا تتنوع آراؤنا ومشاربنا السياسية، لا مشكلة في ذلك، وقد ننتمي إلى تيارات وأحزاب مختلفة، لا ضير في ذلك، فالتنوع غنى، والتسابق لخدمة الناس شرف للجميع، فهذا كله محمود ومرغوب، ولكننا جميعا نبقى محكومين بثابتة لا مناص لنا بشأنها، إلا أن تكون جامعة، ألا وهي ثابتة الحفاظ على سيادة لبنان وصون استقلاله وقراره الحر، واحتفلنا أمس بعيد الاستقلال الثامن والسبعين لبلدنا العزيز لبنان، والذي ننشده معا بأن يكون في العام المقبل ناجزا كاملا من دنس الاحتلال الصهيوني لأرضه وثرواته في البر والبحر معا إن شاء الله تعالى".
واعتبر رحمه أن "عتبنا أيضا كبير على بعض السياسيين الذين لا يعملون بالشكل الكافي لإنقاذ لبنان. لبنان اليوم بأمس الحاجة للاخلاص والشعور بالانتماء إليه. لا يصح أبدا ان نترك وطننا متألما ومظلوما ومقهورا. طبيعي أن لبنان وطن نهائي لا أحد يمكن أن يزايد على الآخر بمحبته للبنان، ولبنان وطن مهم ومميز في هذا الوسط الجغرافي، ويقولون "كلن يعني كلن"، وكل فرد يستبعد السياسي الموالي له ويعتبر أن الآخرين هم الفاسدون. أنا اقول اليوم كلنا يعني كلنا، يعني كل لبناني، رئيسا كان أو وزيرا أو نائبا، كبيرا أو صغيرا، عليه ان يسأل نفسه ويحكم ضميره ماذا فعل من أجل إنقاذ لبنان. غدا سيحاكمنا التاريخ إن لم نكن مخلصين للبنان، هذا الوطن العظيم بقيمه وتاريخه وفرادته، بهذه النكهة التي يعطيها لبنان للشرق والغرب".
وتابع: "من الطبيعي أن تكون مؤسساتنا ومجتمعنا على شفير الانهيار، وان تم هذا الانهيار هناك خوف كبير في شتى المجالات. أنا اليوم أقول البطولة ليست بتسجيل المواقف، البطولة اليوم في إنقاذ الوطن، لأن المواقف لا تنفع عندما يصل المجتمع إلى الانهيار والفوضى والضياع، من هذا المنطلق هذا التكامل والتواصل والتفاعل الذي نحن في البقاع الشمالي نعطيه مثالا صالحا لكل اللبنانيين، ونقول لكل اللبنانيين، كما يلتقي البقاع الشمالي بفرح كبير بمعزل عن الانتماء الديني والسياسي والطائفي والمناطقي، نحن كلنا لبنانيون أصيلون ننتمي إلى الوطن ونفتخر به، وحمية يتمتع بالمواطنية الأصيلة والأخلاق الرفيعة والعلم العميق والمتشعب والواسع، ونحن نراهن عليكم وعلى أمثالكم ان تغيروا قدر استطاعتكم بوصلة الانهيار، التي لا يمكن لأحد أن يفتخر بها، نحو بوصلة جديدة لحفظ لبنان وإنقاذه"، وقال: "لا تتخلوا عن الوطن لأجل مصالحكم الخاصة، دعونا نضحي من أجل هذا الشعب الذي يستحق كل تضحية وننهض بوطننا إلى الخلاص. البربارة اليوم مثال صالح أمامنا، فهي قدمت حياتها للمسيح لأنها آمنت بالخلاص والسماء وبالثواب والعقاب، ونالت إكليل الشهادة، وما زلنا حتى اليوم بعد 1500 عام نذكرها بالخير وهي مفخرة لأهل بعلبك، وننظر إلى أبيها ونقول كم كان جاحدا عابدا للمال".
أما حبشي فأشار الى أنه "عندما نتحدث عن طاريا أو عن دير الأحمر أو عن أي ضيعة في منطقة بعلبك الهرمل، نعرف أن النسيج الاجتماعي كان هو السباق لحل الكثير من المشاكل. وما تعانيه هذه المنطقة بشكل أساسي حرمان متراكم عبر السنين، وهو واقع اجتماعي - اقتصادي. يجب أن تكون الألفة في النسيج الاجتماعي عابرة لكل منطق طائفي وعابرة للمنطق السياسي، إذ في بلد ديموقراطي يحق لكل منا أن يرى السياسة من زاوية، ولكن ليس لنا الحق بأن نشاهد مأساة مجتمعنا على المستوى الاقتصادي والمالي والاجتماعي، ونتفرج عليها وتكون وجهة نظر، ولن أعفيك، هناك الكثير من المشاريع للمنطقة عالقة في وزارة الأشغال، سأتابعها معك لإنجازها".