أكد المحامي بول كنعان، بعد جولة مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في القرى المارونية المهجرة في القطاع التركي من جزيرة قبرص، "أنني لمست خلال الجولة، عمق تعلق موارنة الجزيرة بجذورهم الروحية والوطنية، المتمثلة بكنيستهم المارونية وبوطنهم الأول لبنان"، مشيرًا إلى "أنني لمست في المقابل مدى احتضان كنيستنا المارونية، لأبنائها هؤلاء الذين اختبروا مثل موارنة لبنان تجربة آلام التهجير والأزمات والحروب، وقد أشار البطريرك الراعي، الى هذا الإحتضان في الكلمات التي ألقاها خلال جولته".
وأوضح أنه "يتابع مع مختلف المرجعيات الدولية المعنية، بمساع لعودة الموارنة المهجرين الى قراهم، ودعوته الدائمة الى اعادة توحيد الجزيرة، ليعيش ابناؤها خبرة اللقاء كتجربة حضارية انسانية يحتاجها عالم اليوم"، معتبرًا أن "البطريرك الراعي، زرع المزيد من الأمل والرجاء في نفوس موارنة تلك القرى المهجرة، وعزز ثقتهم بمستقبلهم فوق ارضهم".
وشدد كنعان على "أهمية مثابرتهم على الحياة الروحية في كنائسهم، بالرغم من صعوبة الظروف، لأن هذه المثابرة تعكس مدى التعلق بالأرض. وهذا التعلق الراسخ تاريخيا، والذي يشكل أحد عناصر الهوية المارونية، فموارنة قبرص الذين هاجروا من الريف اللبناني الماروني، من كور وشامات وقرطبا ووادي قنوبين وسواها، منذ حوالي الف سنة، اختاروا ارضا ريفية زراعية نائية في قبرص تشبه ريفهم ومجتمعهم الزراعي النائي في لبنان، فكانت هجرتهم امتدادا لنقل الهوية الأولى التي اكتسبوها في لبنان".
وذكر أن "بقدر ما لمست دور البطريرك الراعي المشجع والداعم لموارنة قبرص، لمست انه رمز وحدة الموارنة مقيمين ومنتشرين، وترجمة لهذه القناعة المتجددة"، مشيرًا إلى "أننا سوف نطلق قريبا سلسلة مبادرات عملية تضطلع المؤسسات المارونية المعنية، بها وتهدف الى تعميق الارتباط والتواصل تحت مظلة البطريرك الراعي والهيكليات البطريركية، وتحت عنوان واضح، ودعوة صريحة لموارنة لبنان وقبرص، لنحافظ معا على قرانا لأن لا موارنة ولا مارونية بدون الضيعة، برمزيتها المتصلة بالقيم الروحية والأخلاقية والتعلق بالأرض مرادفة الحرية".