صحيح ان الاستعدادات الميدانية والسياسية والنيابية لقوى واحزاب السلطة، لا توحي حتى الساعة بزخم جدي لجهة اعلان اسماء المرشحين وحتى التحالفات واللوائح، الا ان كل القوى اللبنانية في السلطة والمعارضة «تحسبها» جيداً وعلى الورقة والقلم.
وفي السياق، تكشف اوساط بارزة في المعارضة، ان هناك 3 شركات خاصة تقوم بإحصاءات متواصلة عبر عقود لاحزاب وقوى معارضة ومستقلين. ويتوقع ان تنتهي جميعها خلال شهر، ومن دون اعلان النتائج بطلب من المرشحين والقوى التي تدفع مبالغ طائلة لإنجاز احصاءات دقيقة وقريبة من الواقع، وبمدى زمني طويل نسبياً لتخفيف هامش الخطأ.
كما تكشف الاوساط، ان بعض الخبراء الانتخابيين بات يتحدث في الآونة الاخيرة من باب «تسخين» الانتخابات شعبياً ومحاولة تحفيزها لحسم خياراتها، وبالتالي اعطاء صورة واضحة قد تستفيد منها هذه الجهات لتسويق احصاءاتها واعطائها مصداقية اكبر، لكن هذا «التسخين» يبقى في إطار العموميات وليس التفاصيل او الجزئيات التي تهم الاحزاب والمرشحين.
وتقول الاوساط نفسها ان الحديث ايضاً عن ارتفاع نسبة الامتناع او عدم تسمية الناس الجهة التي سينتخبونها ليس مؤشراً على المقاطعة، ولا يمكن الجزم بالمزاج الشعبي النهائي اذا سلمنا ان الناخب الحزبي والملتزم مجبور ان يسير في لوائح حزبه. وتقول قد تتغير الظروف من الآن وحتى 5 اشهر، ويمكن ان تتبدل المعطيات والقناعات، خصوصاً للمستقلين وغير الحزبيين من الناخبين.
في المقلب الحزبي ايضاً، تؤكد الاوساط نفسها ان هناك جهات تقوم بإحصاءات دورية ومنها : حزب الله و»القوات اللبنانية» و»التيار الوطني الحر»، وهناك احصاءات مستجدة لـ «الكتلة الوطنية»، وايضاً لم يعلن اي منها، وقد تبقى داخلية ومخصصة لدراسة الارض من كل فريق.
وتكشف الاوساط ان باكورة لوائح المعارضة باتت جاهزة، وقد اعلنت 3 اسماء اخيراً منها، وتجمع لائحة المعارضة في بعبدا بين «التيار الوطني الحر- الخط التاريخي» والكتائب والكتلة الوطنية، وقد عرف منها حتى الساعة اسماء كل من نعيم عون عن احد المقاعد المارونية الثلاثة ورمزي كنج عن المقعد الشيعي، وعون وكنج من مرشحي «الخط التاريخي» وميشال الحلو عن المقعد الماروني الثاني وهو مرشح الكتلة الوطنية.
وتكشف الاوساط ايضاً ان هناك مزيدا من التشاور حول لائحة بعبدا المعارِضة، وهناك تقدم جيد في المتن، ولائحة المعارضة هناك تنتظر حسم هوية مرشحي «القوات» و»التيار» و»الكتائب» لمعرفة الهوية الطائفية للمرشح المعارض او المرشحين المعارضين اكان مارونياً او ارثوذكسياً وغيرهما على سبيل المثال.
وتقول الاوساط ان لا وضوح انتخابياً للمعارضة في الساحة السنية، والامور «صعبة» في الساحة الشيعية، فلا يبدو ان حالة «الامتناع» من الناخب الشيعي، اي عدم التصويت لا سلباً ولا ايجاباً ستوظف لمصلحة المعارضة في الجنوب والبقاع.
اما على الساحة المسيحية، تتوقع المعارضة ان تجهز لوائحها في مناطق «التماس» مع «التيار» والقوات» في نهاية كانون الثاني.
فـ «القوات» تواجه صعوبة في بعبدا والمتن. اما «التيار» فلديه مشكلة تحالفات، فلا يمكنه ان يترك التحالف مع حزب الله ، كما لا يمكنه ان يخوض معركته به فقط.
وبالتالي يضاف الى مشكلة الترشيحات لديه، مشكلة تأمين الحواصل في بعض المناطق ، خصوصا في ظل نقمة شيعية عليه من الحملات المتواصلة على الرئيس نبيه بري وحزب الله واتهامه بعدم مجاراته في ملف الفساد، وايضاً هناك احتقان مسيحي من النائب جبران باسيل والذي شد العصب المسيحي ضد الشيعة وحزب الله!
في مقلب السلطة تؤكد اوساط في «التيار الوطني الحر»، ان «التيار» في صدد استكمال مشاوراته واحصاءاته الداخلية وهو لا يزال في مربع اختيار الاسماء والتي تأهّل منها 30 الى المرحلة الثانية.
وتنفي الاوساط البرتقالية وجود خلافات في صفوفه على اسماء المرشحين، وهناك الآليات الداخلية الكفيلة بحسم اي خلاف. وايضاً ترى الاوساط ان دخول البعض على خط التكهنات والترجيحات والحواصل سابق لآوانه.