لفتت رئيسة "الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية" كلودين عون، إلى أنّ "بالإضافة إلى المآسي الّتي تجرّها عليهن الأعمال القتاليّة، تزداد خلال الحروب، مخاطر تعرّض النّساء للعنف المبني على النوع الاجتماعي"، مبيّنةً أنّ "السّبب في ذلك هو ازدياد التوتّرات في العلاقات البشريّة خلال الأزمات من جهة، ومن جهة أخرى، النّزعة إلى الاعتبار أنّ الظّروف الاستثنائيّة تجيز التصرّفات العنفيّة خاصّةً تجاه النّساء".
وأوضحت، خلال مشاركتها في الاجتماع الثّاني الّذي عقدته الهيئة، للّجنة الوطنيّة التنسيقيّة المتخصّصة بمناهضة العنف المبني على النوع الاجتماعي، أنّ "خلال فترات الصّراعات، تغيب النّساء عن مسرح العمليّات، ويقتصر حضورهنّ في غالب الأحيان على مجالات تقديم الخدمات في نطاق الأسرة وفي نطاق العمل الإنساني، الأمر الذّي يضعف من استقلاليتهنّ ويجعلهنّ في موقع أكثر تبعيّة للرجال".
وأشارت عون إلى أنّ "بالإضافة إلى ذلك، يكثر تعرّض النّساء، في الحروب غير النّظاميّة بنوع خاص، إلى أعمال انتقاميّة تستهدفهنّ كنساء، ويتعرّضن من جرّاء ذلك إلى الإغتصاب وشتى الاعتداءات الجنسية"، مركّزةً على أنّ "لهذه الأسباب، دعا قرار مجلس الأمن الرقم 1325 حول المرأة والسلام والأمن، جميع الجهات في الصّراعات المسلّحة، إلى اتّخاذ تدابير خاصّة تحمي الفتيات والنّساء من العنف القائم على أساس الجنس في حالات الصراع المسلّح، لاسيّما الاغتصاب والأشكال الأخرى للإيذاء الجنسي".
وذكرت أنّ "بغية مكافحة ظاهرة الممارسات العنفيّة تجاه النّساء، الّتي عادةً ما تزداد خلال الصّراعات، أوردت الخطّة الوطنيّة لتطبيق القرار 1325، الّتي اعتمدتها الحكومة اللبنانية في خريف العام 2019، ضمن أهدافها الاستراتيجيّة، وقاية وحماية النّساء والفتيات من العنف المبني على النوع الاجتماعي، ونصّت الخطّة على اتّخاذ التدابير الكفيلة لتوفير نظام حماية متكامل لضحايا العنف النّاجيات".
وكشفت أنّه "يتمّ حاليًّا العمل بمشاركة القوى الأمنية ووزارة العدل، على تطوير إجراءات تشغيليّة موحّدة أكثر حماية لضحايا جرائم الإتجار بالبشر. وعلى صعيد تحسين الخدمات لضحايا العنف، سوف تنفّذ الهيئة بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية ومؤسسة "GIZ" الألمانيّة للتنمية، برنامجًا يرمي إلى تطوير مؤهّلات المساعدين الاجتماعيّين في مراكز الخدمات العامّة لوزارة الشؤون، في تعاملهم مع حالات العنف المبني على النوع الإجتماعي".
كما أكّدت عون أنّه "يبقى علينا القيام بالكثير لإزالة آفة العنف المبني على النوع الاجتماعي من مجتمعنا، بغية تحرير النّساء من الخشية الدّائمة للتعرّض له".