اعتبر نقيب الأطباء شرف أبو شرف، خلال ندوة صحفية، في المركز الكاثوليكي للإعلام، حول"الواقع الطبّي والصحّي في لبنان، ورسالة الكنيسة" أنه "على غرار سائر قطاعات المجتمع اللبناني، لم تستثن الازمات اللبنانية الاقتصادية والاجتماعية، القطاع الصحي وخصوصا الطبيبات والاطباء، مهنيا وانسانيا، وألقتهم في مهب البطالة والعوز والهجرة. وتجلت هذه الازمة خصوصا بفعل 3 عوامل اساسية: أزمة المصارف وجائحة كورونا وانفجار مرفأ بيروت."
ولفت إلى أنه "منذ عقود يواجه الاطباء صعوبات عدة تهددهم في لقمة عيشهم ورفاه حياتهم"، وعن حقوق الأطباء تساءل "ما العمل في ظل ادارات مهترئة وفاسدة؟ مع ذلك لا نكل جهدا وصبرا ومثابرة في المتابعة والملاحقة للمطالبة بحقوق الطبيب وتحصيلها، وتوفير الحماية الأمنية والاجتماعية له. وللمساهمة في التخفيف من وطأة الازمة على الاطباء وعائلاتهم، عمدنا في النقابة الى رفع المعاش التقاعدي للاطباء الى مليونين و 400 الف ليرة شهريا من دون زيادة الاشتراك السنوي، واقرارتعديلات اصلاحية على نظام الجمعيات العلمية. والعمل قائم لاقرار قانون ضمان الطبيب بعد التقاعد، وتعديل التعرفة الطبية، والمطالبة برفع التعرفة الرسمية للعمل الطبي من 7500 الى 12.000 ليرة لبنانية. وتم الانتهاء من تحديث جدول الاعمال الطبية.، كل هذا قبل انهيار سعر صرف الليرة".
وأشار إلى أنه "تعتبر جائحة كورونا من أبرز التحديات التي واجهت الاطباء في العقد الأخير، وكان لها ايجابيات وسلبيات على القطاع الطبي. فمن خلالها أثبت الاطباء تفانيهم في تأدية واجبهم الانساني حيث تركوا عائلاتهم واقاموا في المستشفيات لمعالجة المصابين بهذا الفيروس الخبيث معرضين أنفسهم لخطر العدوى، وتوزعوا على مختلف وسائل الاعلام المرئية والمكتوبة والمسموعة للارشاد والتوعية وتقديم النصح، وأطلق عليهم لقب "الجيش الابيض" مع الممرضات ونالوا محبة الناس واحترامهم ووصفوهم ب "الابطال". ولكن في أزمة المحروقات عانوا كبيقية المواطنين ولم نستطع تأمين البنزين لهم إلا في حالات قليلة."
وقال "للاسف خسر القطاع الطبي من ناحية اخرى عددا من الزملاء 45 شهيداً خلال قيامهم بواجبهم الانساني وتوفوا في معركتهم مع وباء كورونا وسميوا "شهداء الواجب". وشددت النقابة على اهمية حماية الطبيب والممرضات في المستشفيات والعيادات في مواجهة وباء كورونا عن طريق تأمين المستلزمات الوقائية الضرورية، وتجهيز المستشفيات، وخصوصا اقسام العناية الفائقة، بأجهزة التنفس الاصطناعي لكي يتمكنوا من القيام بواجبهم، واخضاع الجميع قبل اجراء العمليات الجراحية لفحص PCR ، بطبيعة الحال ، فقد انخفض عدد مرضاهم وانخفضت أتعابهم. أضف الى أن عدم التنسيق في البداية بين كل الجهات المعنية أدت الى تفاقم المشكلة من كل النواحي الصحية والوقائية والمدرسية وحتى الامنية وفقدت ثقة المجتمع بدولته."