أشار نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، إلى أنه "أولًا توجد حملة ممنهجة ومنظمة على حزب الله وحلفائه وعلى المقاومة في لبنان وفي المنطقة، هذه الحملة تديرها أميركا، ويعمل مع أميركا الأتباع الذين يوجهون ويتقاضون الأموال من أجل السير في هذه الحملة، وينخرط فيها بقايا 14 آذار في لبنان، وبعض جماعات المجتمع المدني الذين تديرهم السفارة الأميركية في لبنان، وعناوين الحملة واحدة ضد حزب الله وضد المقاومة وضد سلاحها".
وأوضح في كلمة خلال لقاء التجمع العلماء المسلمين، أن "لبنان الذي نريد هو لبنان المحرَّر من الاحتلال الذي لا يقبل التبعية لأحد، ويكون محميًا بثلاثي الجيش والشعب والمقاومة، وبتوازن الردع مع إسرائيل، ولا يحمي الفاسدين والمفسدين ، وأن تكون السلطة في خدمة الناس لا أن يكون الناس في خدمة السلطان. هذه رؤيتنا للبنان الذي نريده"، مشدداً على أنه "لا يحق لمن خرَّب لبنان بالحروب الأهلية والحروب الداخلية والمجازر التي اُرتكبت أن يرسم صورة لبنان المستقبل ويدَّعي أنه يمثلها، نحن لا نريد لبنان على شاكلة هؤلاء الذين يمتهنون الفتن والحروب الأهلية، ولا يحق لمن يفضل إسرائيل على الفئة المجاهدة المقاومة في لبنان أن يتصدر المشهد وأن يُعطي هذه الصورة عن لبنان".
ولفت قاسم، إلى أنه "أنتم ترون اليوم كل الصحف ووسائل الإعلام تتحدث يوميًا عن تهديدات إسرائيل للبنان وللفلسطينيين، لإيران وللعالم، ودائمًا منطقها أنها تريد أن تهجم وأن تقاتل وأن تعتدي لتحقق أهدافها، والعالم المستكبر لا يحرك ساكنًا، كيف نواجه إسرائيل؟ لولا وجود سلاح حزب الله، ووجود المقاومة بكل فصائلها، ووجود توزان الردع في لبنان، هل كان يمكن أن يكون لبنان منذ سنة 2006 حتى الآن آمنًا؟ أبدًا، كان يمكن أن تحتله إسرائيل مرة أخرى وتكمل مشروع التوطين الذي تريده، وتأخذ أجزاءًا منه عندما ترى لبنان ضعيف ولا قدرة له على المقاومة، ولكن لأن لبنان قوي بمقاومته وجيشه وشعبه هي لا تتجرأ أن تقوم بهذا الأمر وتحسب ألف حساب، ومع ذلك تهديداته دائمة".
وأوضح "أننا نعتبر أن عملنا في لبنان مشروع ويجب أن نستمر بقناعاتنا، للأسف بعض رؤوساء الأحزاب اللبنانية يرفعون الصوت ضد حزب الله لاستدراج المساعدات المالية للانتخابات النيابية، هذا عيب، أن يكون الهدف من مواجهتنا ليس من أجل الموقف وإنما التمويل الأجنبي ليكون لكم دور في الانتخابات، لقد هزلت، على كل حال: لا يصلح العطار ما أفسد الدهر.".
وأكد أن "اليوم هناك تجاذباً كبيراً حصل حول القاضي بيطار، تحول القاضي بيطار إلى مشكلة، ناس معه وآخرين ضده، والسبب الأساسي أنه خرج عن العدالة إلى مصلحة الاستنسابية، وكان واضحًا أنه يستهدف فريق في لبنان وهو فريق المقاومة وحلفائها ومن معها، لماذا لا نعالج هذه المشكلة؟ هناك ثلاثة طرق لمعالجة هذه المشكلة: من خلال مجلس القضاء الأعلى، ومن خلال المجلس النيابي، ومن خلال الحكومة، قبل أن يدَّعي أحد أنه بريء ولا علاقة له وأن المؤسسات يجب أن تسير بشكل عادي وطبيعي، فليعالج المشكلة قبل ان تكبر، نحن عندما نصر على معالجة مشكلة البيطار لأننا لا نريد لها أن تكبر أكثر، نريد أن تسير العدالة بمسارها الطبيعي، وأهل الضحايا وشهداء المرفأ يأخذوا حقوقهم، ويُعرف من هو المذنب ومن هو المقصِّر، ويحاسب على العمل ولكن بعدالة، فأين العدالة إذا كان يوجد عددًا من الأشخاص الآن قيد الاعتقال والقاضي نفسه يقول هؤلاء ليسوا مذنبين، لماذا الاستمرارية في اعتقالهم؟ فمن يريد الحل عليه أن يذهب لحل المشكلة".
وأوضح قاسم، أنه "أما في موضوع سعر صرف الدولار وارتفاعه، أعتقد أن هناك مجموعة من الإجراءات يستطيع المسؤولون أن يقوموا بها، مثلًا: ألا تستطيع الحكومة برئيسها وبعض أعضائها أن يتخذوا قرارًا له علاقة برصد المواقع التي ترفع الأسعار وتؤثر معنويًا ونفسيًا على الناس فيصبح السعر مرتفعًا من منصات غريبة أو منحرفة أو متآمرة، فإذا وضعوا يدهم على هذه المنصات يمكن أن يستقر أكثر سعر الدولار، يمكن للقوى الأمنية والمعلةومات والمخابرات أن يكتشفوا من هم الذين يبثون هذه المعلومات الخاطئة التي تؤثر على الناس، فالعمل لا يحتاج إلى تعقيدات كبيرة، بالتقنية كله يظهر ويُكشف.".
وكشف أن "حزب الله شكَّل لجانًا انتخابية على مستوى كل المناطق اللنانية والقطاعات والشعب والأحياء، وبدأ بإجراء اتصالات مع الحلفاء من أجل التهيئة للانتخابات النيابية القادمة، نحن حريصون أن تجري هذه الانتخابات في موعدها ومتحمسون لها، لأنه أولًا تطبيق للقانون، وثانيًا من المفيد بعد هذه الفترة الطويلة من الزمن أن يحصل تجديد في الحياة السياسية حتى نرى ماذا يختار الناس، ونحن نقبل بأي خيار يختاره الناس، ومهما كان هذا الخيار، ولذلك نحن مع الانتخابات النيابية، وإن شاء الله تجري في موعدها، ولا نرى مؤشرات من عدم إجرائها في موعدها".
إلى ذلك، بالنسبة إلى أحداث مخيم برج الشمالي، قال: "هذه أحداث مرفوضة جملة وتفصيلًا مهما كانت المبررات، ويجب أن يُحاسب المرتكب أو المرتكبون حتى ولو كانوا أفرادًا وتصرفوا بقناعات منهم ليأخذ الجميع الدرس، لأننا يجب أن نحافظ على أهلنا في المخيمات كما في باقي لبنان بعيدًا عن سلاح الفتنة، وبعيدًا عن تصفية الحسابات بطريقة عسكرية، وبعيدًا عن إثارة القلاقل التي تربك الناس، أتمنى أن يقدر المسؤولون من كل الأطراف أن يصلوا إلى نتيجة حاسمة في هذا الأمر"، مؤكداً أن "إسرائيل خطر حقيقي ضد الفلسطينيين وضد كل المنطقة وضد كل العالم، كل تصريحات إسرائيل عدوانية وهجومية وقتالية، اليوم تفتعل مشكلة اسمها النووي الإيراني، لماذا؟ لصرف النظر أنها الظالمة والمفسدة ولتقول أن إيران تشكل الخطر تعالوا نتوجه ضد إيران حتى لا يرى العالم ما تفعله إسرائيل من قتل للفلسطينيين وأطفالهم، وتهديم لمنازلهم، وأسر لشبابهم، وكل الأعمال الشنيعة التي ترتكبها إسرائيل".
بالنسبة للاتفاق النووي، شدد قاسم، على أن "إيران واضحة تقول بأنها تريد العودة إلى الاتفاق كما كان في سنة 2015، وكل العقوبات التي فُرضت من وقتها حتى الآن نريد أن تلغى، لم تطالب بشيء جديد، تريد العودة إلى الاتفاق، بينما الأميركي ومعه الأوروبيين يريدون التخفيف من العودة للاتفاق ليبقوا بعد على أسلحة الضغط على إيران ليأخذوا منها أشياء يريدونها، إيران لن تعطي، والواضح أنها تعمل موازنتها على أساس أنه لا اتفاق نووي، وواضح أنها تؤسس على أساس قد لا تستجيب أمريكا، المدان هو أمريكا ومن معها عندما لا تعود إلى كامل الاتفاق كما كان"، موجهاً "تحية لليمن، الذي ضحى وواجه العدوان السعودي الأميركي والدولي، ولا زال صابرًا حتى الآن، وإن شاء الله يتوفقون لتحرير مأرب، ومعروف الحل باليمن، وأنصار الله في ياليمن يقولون أنهم حاضرون للحل، أي حل فيه جلسات حوار ، يتفقون بالسياسة على ما يمكن أن يطمئن ويريح الأطراف المختلفة، مع وقف إطلاق النار وفك الحصار، السعودية تريد وقف إطلاق النار ولا تريد فك الحصار! فاليمنيون مصممون ولن يتراجعوا ولن يتازلوا عن حقوقهم وهذا بلدهم ومن حقهم أن يقرروا ماذا يريدون.".