دعا شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي ابي المنى، "المسؤولين والقيادات جميعها، الى بذل الجهود الكبيرة والممكنة من اجل الخروج من وطأة الازمات القاسية التي يمر بها لبنان راهنا"، آملا "عقد لقاءات روحية تفضي الى قمة روحية جامعة للمساهمة في تخفيف الاحتقانات والصراعات الموجودة، حاليا واضفاء المناخات الإيجابية لصون الوطن والحفاظ على مقوماته وتنوعه".
وأوضح في حديث تلفزيوني، أنه "لا ندعي قدرة على إيجاد الحلول السحرية حيث القوى متصارعة والتدخلات خارجية مسيطرة، انما خطابنا كمراجع روحية هو لخلق الأجواء الإيجابية وتخفيف الإحتقانات وعدم الوصول الى تصادم، الامر الذي يجب تلقفه من القوى السياسية كمدخل لإيجاد الحلول، واي اجتماع لرؤساء الطوائف بما يملكون من حكمة يكون إيجابيا، وانني آمل في قمة روحية، وقد أستضفا في دار الطائفة بعضها سابقا، بهدف تأكيد اللقاء أولا وبذل المساعي الخيرة من اجل توسيع مساحة المشتركات الموجودة في نصوصنا. واظن ان ثمة مسعى للقاء يجمع المرجعيات الروحية قريبا".
وأكد أبي المنى، أنه "صحيح ان الحلول ليست عندنا بل لدى رجال السياسة وفي المجلس النيابي والحكومة، لكننا معنيون سلامة الوطن ولا نفقد الامل في السير قدما لأجل بناء الدولة وتجاوز الواقع المؤلم الذي يسبب المعاناة وهجرة الشباب والإحباط. من هنا المسؤولية كبيرة وتوجب وضع خطة عمل وتواضع القوى لصالح البلد، في ظل التدهور الاقتصادي الحاصل وارتفاع صرخات الناس المتألمين. لقد آن الأوان لانعقاد مجلس الوزراء ومعالجة الملفات العالقة، وإننا نتطلع لان تكون التدخلات الخارجية من اجل المساندة والدعم الاقتصادي والمالي لحل المشكلات المعيشية وتخفيف التشنجات الحاصلة".
وردا على سؤال حول الانتخابات وإمكانية التغيير، قال: "الجميع يتطلع الى التغيير وليس التدمير، أكان في المؤسسات او حتى الأحزاب كي تلامس مطالب الناس والقوى التي أصيبت بالعجز، للحفاظ على الوطن ومقوماته. ولا نجد في أي مؤتمر تأسيسي جديدة افادة بوجود الدستور واتفاق الطائف الذي لم يطبق بكامله حتى الان ومن ضمنه مجلس الشيوخ الذي التصق اسمه بنا، ليس تحديا لاحد تأكيدا منا على تحمل المسؤولية فالعقد السياسي الجديد على ماذا؟ وهل يجب ان يدفع لبنان مئة ألف شهيد جديد أيضا؟ اننا مع التطوير والتحديث ومع الحفاظ على المكتسبات وعدم التلاعب بها، فلنقارب الأمور بإيجابية وهذا هو المطلوب".
وكان شيخ العقل استقبل في دار الطائفة - بيروت اليوم الرئيس تمام سلام في زيارة تهنئة، بحضور قاضي المذهب الدرزي الشيخ غاندي مكارم، وامين سر المجلس المذهبي المحامي نزار البراضعي، ومدير مشيخة العقل ريان حسن. وبعد اللقاء قال سلام: "الواقع اللبناني مأساوي ولم يأت بين ليلة وضحاها وانما جراء مواقف وإجراءات وتراكمات باتجاهات سلبية غير منتجة الى حدود تخريبية وتدميرية للدولة والمؤسسات، ولم نحصد منها الا المزيد من الضرر والأزمات"، موضحاً أن "الازمة مع الخليج هي من اكبر الازمات، لان لبنان وعلى مدى عقود كبيرة بتواصله مع دول الخليج وفي المقدمة المملكة العربية السعودية أُتيح له المجال في احتضانه بأزماته من مؤتمرات ولقاءات وتوظيفات ودعم والشواهد عديدة على مدى أهمية العلاقة مع اشقائنا العرب بشكل عام واهل الخليج بشكل خاص".
كما استقبل ابي المنى وفدا من الهيئة الإدارية ل"اتحاد كشاف لبنان" برئاسة جورج الغريب للتهنئة. وجرى اطلاع سماحته على خطط الاتحاد وتعاونه في الجمعيات الكشفية وانشطته العربية والعالمية. وترأس أيضاً اجتماع الهيئة العامة للمجلس المذهبي، بحضور وزير التربية والتعليم العالي عباس الحلبي، والنائبين أنور الخليل وهادي أبو الحسن، والأعضاء. وتحدث ابي المنى في بداية الجلسة مركزا على "تفعيل عمل اللجان ومجلس الإدارة والمديرية العامة للمجلس، للتمكن من تحقيق الإنجازات المرجوة".
وكان شيخ العقل أجرى اتصالا هاتفيا بالوزير السابق وئام وهاب لشكره على التعزية بقريبه حافظ ابي المنى.