أبدى الوزير السّابق ميشال فرعون، خشيته من "تطيير الانتخابات النيابية المقبلة، تحت ضغط الظّروف الّتي تشهدها المنطقة"، مشيرًا إلى أنّ "مصير الانتخابات كما الاستحقاقات الأخرى، مرتبط بشكل مباشر بنجاح مفاوضات فيينا".
وأكّد، في لقاء ضمّ عددًا من ممثّلي المجتمع المدني في دائرة بيروت الأولى وفاعليّات ومخاتير ورجال أعمال، أنّ "قسمًا كبيرًا من اللّبنانيّين فقد الأمل بالمحطّات الدّيمقراطيّة، في ظلّ تجارب سابقة تمّ الانقلاب عليها، وخصوصًا بعد الانتخابات النّيابيّة الأخيرة الّتي شهدت الكثير من الشّوائب والتّجاوزات الّتي حصلت، بمشاركة مباشرة من جهات في السلطة يُفترض أنّها مؤتمنة على تطبيق الدّيمقراطيّة".
ولفت فرعون إلى أنّ "الأكثريّة ورأس السّلطة لا يحترمان مبادئ الحريّة والدّيمقراطيّة، ولا فائدة بالطعن أو بالإصلاح إلّا بعد التّغيير، والجميع يعرف أنّ هذا الفريق لا يؤتمن على إصلاح نفسه". وأعرب عن أسفه لـ"الإستفزاز الحاصل ضدّ الدّول الصّديقة، من دون تحرّك الدّولة للحفاظ على العلاقة مع دول الخليج، وتحويل لبنان من بلد الحوار والرّسالة والانفتاح والحضارة، إلى مساحة للمواجهة، ما يعرّض المصالح وحتّى الهويّة التّاريخيّة للتّشويه".
وتوقّف عند "الهجرة والظّروف الصّعبة الّتي يعيشها أغلبيّة اللّبنانيّين ومخاطر سنة 2022، في ظلّ عدم مبادرة الحاكم الفعلي ومنع المنظومة المسلّحة خارج الدولة الإقدام على حلول، في وقت ضاع جنى عمر كثيرين في المصارف، الّتي تعمل معظمها لإنقاذ مصالحها بدل إنقاذ النّاس، وباتت الأغلبيّة السّاحقة من اللّبنانيّين من دون تغطية صحيّة، مع ما تعانيه مؤسسة الضمان الاجتماعي وانهيار سعر الليرة اللبنانية، والمسؤوليّة الكبيرة المُلقاة على الجيش اللبناني والقوى المسلحة الّتي تعاني أيضًا، علمًا أنّها تشكّل ضمانة".
كما أشار فرعون إلى أنّ "مشاريع كثيرة نُفّذت في الأشرفية والرميل والصيفي والمدور، استغرقت وقتًا طويلًا لتنفيذها في السّابق، وما كانت لتُنفّذ لولا الملاحقة اليوميّة، في حين تشهد المنطقة فراغًا واضحًا منذ سنوات، حيث لا مشاريع ولا من يتابع ولا من ينفّذ، ونسمع كلاما دون فعل؛ وهذا الفراغ يجب ألّا يستمرّ ويجب أن تكون الانتخابات المقبلة فرصةً للتّعويض".
وشدّد على أنّ "مطلع العام 2022 سيشهد انطلاقةً متجدّدةً لجمعيّة "أداء"، الّتي ستضمّ مجموعةً من المتخصّصين والنّاشطين، الّذين سيعملون على مستويَين، الأوّل خاص بدائرة بيروت الأولى إنمائيًّا، والثّاني خاص بالقضايا الوطنيّة"، مؤكّدًا أنّ "أداء ليست حزبًا، بل مساحة لقاء ونقاش وتفكير وتعاون حول كلّ ما يصبّ في خدمة الوطن والشعب".