أشار نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، إلى أن "اليوم اللبنانيون يعيشون وضعًا صعبًا بكل النواحي سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا وماليًا ومعيشيًا وثقافيًا، تشعر بأن هناك فوضى قائمة على كل المستويات، فإذا أردنا أن نتخلص من الفوضى وننتقل إلى الحل، علينا أن نشخص المشاكل، نعرف عددها، فهناك مشكلة تُحل بذاتها وأخرى تُحل كجزء من حلٍ استراتيجي حتى نقدر أن ننطلق. اليوم أحدث القضاء اللبناني من خلال المحقق العدلي شرخًا كبيرًا في القضاء وأحدث مشكلة كبيرة في لبنان، بسبب تغوُّل القضاء على صلاحيات المجلس النيابي في محاسبة الرؤساء والنواب والوزراء، في الوقت كان من المفترض أنه كما ترك القضاء ليحاسب القضاة فليترك مجلس الرؤساء أن يحاسب الباقين حسب صلاحياته، ولكن تغوَّل على الصلاحيات الأخرى، فرفعوا الأيدي بعدم التدخل في القضاء، لا أحد يتدخل في القضاء، ولكن القضاء لا يتدخل فيما لا يعنيه، ولا يتدخل في مجلس النواب وصلاحيته".
وأوضح خلال حفل تكريم الفائزين في مسابقة الفكر الإسلامي الأصيل الذي نظمته التعبئة التربوية في حزب الله، أنه "على كل حال مهما تكن الآراء نحن اليوم أمام مشكلة كبيرة وتداعياتها غير عادية، من تداعياتها أنها هزت حركة البلد كله وعطَّلت الحياة، ليس لأن مجلس الوزراء لا يجتمع، لا، عدم إجتماع مجلس الوزراء نتيجة لمشكلة إسمها المحقق العدلي. قدرة مجلس النواب أن يُنجز بعض الأمور ليس لأن لا استعداد له ليقوم بالاجتماعات، أنتم تعرفون أن بعض الاجتماعات ضُيّعت حتى لا تنعقد الجلسة لأن كان سيطرح فيها شيء له علاقة بمحكمة الرؤساء. يجب حل هذه المشكلة وهي تُحل إما من خلال القضاء أو من خلال المجلس النيابي، أو من خلال مجلس الوزراء".
ولفت قاسم، إلى أن "المعركة الانتخابية القادمة محتدمة جدًا، والطرف الآخر يخوضها بدعم دولي ومال أميركي وخليجي، والهدف الأساسي هو السيطرة على مفاصل القوة في البلد وعلى المجلس النيابي من أجل إدارة السياسات التي يؤمنون بها، وهم واضحون بهذا الموضوع، وشعار حملتهم الانتخابية العداء لحزب الله وحلفائه، فتراهم كل يوم يتكلمون ضد حزب الله وحلفائه بمعنى وبلا معنى، لأنهم يعتبرون أنهم بهذه الطريقة يستدرجوا عواطف وقناعات أميركا وأوروبا وبعض دول الخليج من أجل بحبحة الميزانية قليلًا أن يتبنوهم، أين برنامجهم الانتخابي؟ فلترى الناس هذا البرنامج ولا يلتهوا بالعداء لحزب الله، ماذا سيفعلون بالوضع الاقتصادي؟ هل هم حريصون على وحدة البلد؟ هل سيعملون لتحرير لبنان أو سيتعاشون مع احتلال إسرائيل وبقاء التهديدات، ويريدون تجريد المقاومة من قوتها من أجل أن الإسرائيلي والأميركي من أن يفعل ما يشاء في لبنان!؟ فليجيبوا عمليًا وبأدلة".
وأكد أن "على كل حال أصحاب شعار العداء للمقاومة، والذين يطرحون أنفسهم بديلًا عن النواب المؤيدين والحلفاء للمقاومة أغلبهم من وجوه السلطة خلال ثلاثين عامًا، يعني أنهم شركاء للفساد، وأنهم أثَّروا في البلد بطريقة سلبية، وأنهم خربوا في البلد، وأضيف إليهم مجموعة من المجتمع المدني من جماعات السفارة الأميركية الذين أيضًا عاثوا فسادًا في الأرض خلال السنتين الماضيتين بإحداق القلاقل والفوضى في داخل البلد لأنهم لم يستطيعوا تحقيق الأهداف التي يريدونها".
وشدد قاسم، على أنه "أما نحن فسنخوض الانتخابات النيابية بكل وضوح تحت عنوانين: العنوان الأول: استمرار المقاومة ومشروع التحرير والحماية من العدوان الإسرائيلي. العنوان الثاني: خدمة الناس ببرنامج اقتصادي اجتماعي متكامل سنعلنه قبل الانتخابات بفترة قليلة، يهدف إلى بناء لبنان القوي، والاهتمام بالتنمية والمواطن ومواجهة الفساد والمفسدين".