أفادت صحيفة "الجريدة" الكويتية، أنه "يجمع المراقبون على أن المعركة الانتخابية ستكون مركّزة على الساحتين المسيحية والسنّية. وإذا كان المشهد مسيحياً واضحاً لناحية الخشية لدى رئيس الجمهورية وحلفائه من خسارة محتّمة بوجه الخصوم، فإن المعركة الأبرز والتي تنتج عن غياب الوضوح في الرؤية تبقى في الساحة السنية، وسط غياب مستمر عن المشهد لرئيس الحكومة السابق وزعيم تيار "المستقبل" سعد الحريري، وهو يشكل العنوان الذي تتوجه إليه الأنظار لمعرفة ما إذا كان سيشارك في الانتخابات أم سيبقى منكفئاً".
وفي هذا السياق، كشفت مصادر رفيعة المستوى في "المستقبل"، لـ"الجريدة"، أن الحريري قال قبل أيام لمقربين منه: "لماذا أنتم مستعجلون؟ عندما يأتي موعد الانتخابات نتخذ القرار، لكن الانتخابات قد لا تجرى في موعدها"، وعلقت مصادر سياسية على هذا بالقول "ربما الحريري محق فيما يقول، لكن هذا لا يعني أن قراره صائب، لأن الانتخابات لو حصلت تحتاج إلى تحضير".
وكشفت مصادر متابعة، أن "تيمور جنبلاط، نجل الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، زار الحريري في الإمارات، قبل فترة، للحديث تحديداً عن ملف الانتخابات، لكن الحريري لم يكن حاسماً ولم يعط أي جواب واضح حول المشاركة، بل قال إنه يفضل الانتظار ودراسة الأمور".
وأوضحت الصحيفة، أنه "قبل أيام، توجه موفدان لجنبلاط وزعيم "القوات" سمير جعجع إلى السعودية"، وبحسب مصادر متابعة للزيارة، فإن "الموقف السعودي كان واضحاً لجهة ضرورة التحضير للانتخابات وعقد تحالفات من شأنها أن تفقد "حزب الله" الأكثرية النيابية، وركز السعوديون على ضرورة التعاون بين "القوات" و"الاشتراكي" وبين شخصيات سنية. وعندما سأل الموفدان عن الموقف من الحريري، سمعوا كلاماً أنه لن يكون مرشحاً ولابد من البحث عن بدائل".
وتحدثت المصادر "عن محاولات لنسج تحالفات داخل البيئة السنية، ربما تأخذ شكلاً مناطقياً، وتقوم على الجمع بين شخصيات كانت سابقاً في "المستقبل" وشخصيات سنية متنوعة في مناطق مثل بيروت وعكار وطرابلس والبقاع وصيدا، تتحالف مع "الاشتراكي" و"القوات".
في المقابل، هناك رأي لـ «صقور» كانوا سابقاً في «المستقبل»، أنه لا أحد سيكون قادراً على نسج مثل هذا الائتلاف إلا الرئيس السابق للحكومة فؤاد السنيورة، بما يمثله من رمزية داخل الطائفة، ونظراً لعلاقته الوثيقة مع الشهيد رفيق الحريري وسعد الحريري. ووفق ما تشير مصادر متابعة، فإن الزيارات إلى السعودية لن تقتصر على وائل أبوفاعور وملحم الرياشي موفدي جنبلاط وجعجع، بل سيكون هناك في المرحلة المقبلة دعوات لشخصيات سنية ومسيحية وحتى شيعية مستقلة.