رعى وزير العمل مصطفى بيرم حفل الاستقبال الذي اقامه اتحاد نقابات عمال ومستخدمي محافظة بيروت في فندق ريفيرا بمناسبة انتخاب الهيئة القيادية الجديدة، بحضور عدد من النواب، ومحافظ بيروت مروان عبود، رئيس المجلس الاقتصادي الاجتماعي شارل عربيد، رئيس بلدية بيروت جمال عيتاني، ووفد من اتحاد عمال فلسطين، وحشد نقابي.
ثم تحدث رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الاسمر الذي دعا الى حوارات لتطوير العمل النقابي الذي نحتاجه في ظل الازمة الاقتصادية من اجل وضع حد لسياسات فاشلة وانتاج سياسات جديدة تكون على مستوى الوطن، وهذه السياسات تتمثل بالحوار الاجتماعي، وهذا الحوار مطلوب اليوم اكثر من اي وقت مضى، الحوار الذي انتج بالأمس زيادة في القطاع العام وزيادة في بدل النقل، وبعض الزيادات في القطاع الخاص، والمطلوب ان يبقى هذا الحوار لإنتاج عمل مهم على مستوى المرحلة.
ودعا الى مزيد من التضافر لمواجهة الحالة المأسوية التي وصلنا اليه والتي تحتاج الى معالجات، المطلوب حوار وعمل حول كل شيء، حول الزيادات، حول مفهوم الضمان الاجتماعي، حول البطاقة التمويلية، حول سياسة دوائية وبيئية، نحن اليوم نشهد انحدار هائل في كل المؤسسات وصولا الى الاتصالات، ويجب علينا التحرك لوضع حد ادنى من علاجات يؤسس لحد ادنى من عيش لائق للعامل واي شخص من الشعب اللبناني.
ثم أشار بيرم، إلى أن "في الوزارة اعزل السياسة عن الادارة، في السياسة اعلن موقفك في مجلس الوزراء، واعلن موقفك في الاعلام، لكن في الوزارة، هذه وزارة لكل لبناني، لذلك اطلقنا حواراً جريئاً من اللحظات الاولى لوجودنا في وزارة العمل حيث شكلنا لجنة المؤشر في حوار علمي وسريع ودقيق وجدي وصريح وشفاف ياخذ بعين الاعتبار الظروف المحيطة، من جهة اصحاب العمل وسيرورة المؤسسات واستمرارية دورة الانتاج ولكن ايضا في ما يتعلق بالعامل الذي اصبح الان يعاني قلقاً وجودياً على حياته، فكان التزامنا وميلنا وانحيازنا القانوني والاخلاقي والوطني الى جانب العمال دون ان ننسى مصالح اصحاب العمل برؤية متوازنة تنطلق من انقاذ العمال الفئة الاكثر تضرراً وكانت بعض المخرجات التي صدرت على مستوى بدلات النقل والمنح المدرسية وعلى مستوى بدل معين ما زال قيد النقاش في اطار مخرجات تضمن تدوير الزوايا كي لا يخسر احد على حساب احد وان يكون الكل رابحاً بانتظار استقرار ما".
وأوضح أن "ما نعمل عليه ليس عملاً بالجملة لأن علينا حصار كبير جداً والحصار مطبق علينا، استراتيجية التعامل مع الحصار هي المناعة النفسية وإطلاق شعلة الامل وتظافر الجهود والتضامن بين كل القوى وان نخرج من عقلية ان "نعّلم" على بعضنا البعض وان نفكر بعقلية رابح رابح لأن عقلية خاسر خاسر او رابح خاسر جعلت الكل خاسراً . آن الاوان ان ننطلق بعقلية جديدة عقلية نصنع فيها على مستوى احداث خرق هنا بشمعة نشعلها ونحدث ثغرة في جدار هناك، لذلك العمل مستمر وكان اخر هذه الاعمال ان اصدرنا قرارا يعد قراراً ثورياً اذ انه جعل الاولوية للعامل اللبناني اذ تم حصر 126 مهنة مخصصة للعمال اللبنانيين على ان تترافق بذهنية جديدة تعيد للعمل ثقافته وتعيد للعامل روحية العمل ونخرج من العطالة وليس فقط من البطالة، لنعود اناس منتجين لتعود الاقتصادات القطاعية الى حالتها الانتاجية من زراعة وصناعة واقتصاد منتج ليتحول كل انسان الى رافد للإنسان الاخر كالبنيان المرصوص الذي يشد بعضه بعض، هذه الروحية هذه القافة هي التي نحتاجها لإعادة بناء الثقة بدورنا وفي انفسنا وبإيجاد شعلة أمل تنتج نوعا من العدوى الايجابية التي تنعكس على كل القطاعات".
وشدد بيرم، على "أننا سنتابع دورنا في حماية اليد العاملة اللبنانية وبالأمس اعلنا في وزارة العمل عن تطبيق الكتروني يتعلق بـ126 مهنة محصورة باللبنانيين يستطيع اي شاب وشابة في لبنان الدخول الى هذه المهن وايضا الزمنا اصحاب العمل وهم يقدمون الطلبات ان يثبتوا اطلاعهم على هذه اللائحة كي نضمن تشغيلا للبنانيين كي نوسع دائرة العمل عند اللبنانيين ولم ننسى الاشارة الانسانية لمن يشاركوننا هذا الوجع منذ سبعين عاما ، طبعا بعد اولوية اللبناني عنيت بهم الاخوة الفلسطينيين الذين يعيشون في لبنان، لماذا؟ لأننا نستفيد منهم ويعانون ما نعاني وينفقون في لبنان وهذا يساهم في تعزيز الدورة الاقتصادية في لبنان".