ما عكسه رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل بعد اجتماع تكتل لبنان القوي، وبعد ساعات على «لا قرار» المجلس الدستوري من «غضب»، هو جزء يسير من «الغضب البرتقالي» العارم الذي يسود القاعدة الحزبية قبل الشعبية.
وتكشف اوساط قيادية رفيعة المستوى في «التيار»، ان ما جرى في «الدستوري» خلّف صدمة كبيرة في ظل الصفوف القيادية في «التيار»، وعزز الشعور ان تحالف مار مخايل مع حزب الله يسقط عند مصلحة الاخير مع الرئيس نبيه بري، ويصبح حبراً على ورق وبلا قيمة عندما تكون مصلحة «الثنائي» في خطر.
ولا تنفي الاوساط ان هناك اسئلة كبيرة من القاعدة الحزبية والشعبية عن جدوى الاستمرار بهذا التحالف. ولا سيما ان العهد منذ العام 2016، يتعرض من «الثنائي» ، وخصوصاً من بري لـ«الطعنة» وراء «الطعنة»، والنهج مستمر ومقصود في افشال العهد في عامه الاخير.
وتضيف: حزب الله يجاري بري في المعركة مع المحقق العدلي القاضي طارق البيطار، وفي تعطيل الحكومة، وهو ليس مطلوباً الى القضاء او تم استدعاء وزراء ونواب منه، فلماذا يصر على لعبة افشال العهد مع بري؟
وتكشف الاوساط ان هناك صراعاً داخل «التيار» و"ناراً تغلي»، ومطالبات باتت عالية النبرة وغير مسبوقة، للخروج من تفاهم مار مخايل، وتطلب هذه الاصوات خوض كل المعركة السياسية والانتخابية من جانب «التيار» وحده.
وليست المرة الاولى التي يكون فيها «التيار» وحيداً، والكل يذكر العام 1990 عندما استُفرد العماد ميشال عون، وفي العام 2005 عندما استفرد العماد عون و»التيار» وخيضت ضده «معركة الغاء انتخابية»، وفاز باكبر كتلة مسيحية، واحدث "تسوماني" وطني ومسيحي وانتخابي ونيابي.
واليوم تدعو الاصوات الى ان يكون «التيار» وحيداً في انتخابات 2022 ومن دون حزب الله.
وتكشف الاوساط ان في الايام الماضية وقبل اللا قرار للمجلس الدستوري، كان هناك لقاءات انتخابية عامة مع حزب الله، وتطرقت الى التحالفات الانتخابية في بعبدا وجبيل وغيرها، واللقاءات كانت مستمرة على اكثر من صعيد.
كما تكشف الاوساط ايضاً ان عطلة الاعياد، ستجمّد حتماً التواصل بين الطرفين بعد اعلان الوزير باسيل، ان فترة الاعياد هي للتفكير ودرس الخيارات، ولكن سيكون هناك «قرارات كبيرة» بعد الاعياد بخصوص تجميد العلاقة مع حزب الله او الخروج من تفاهم مار مخايل وفك التحالف الانتخابي، القرار النهائي متروك لقيادة «التيار» وباسيل!
بدورها تؤكد اوساط «الثنائي الشيعي»، ان «غضب» باسيل بسبب الاستحقاق الانتخابي، وهو ينظر الى الامور من منظاره فقط، ولا يرى ان التحالف بين حزب الله و»التيار» يسمح لكل طرف ان يحصّن بيئته، وان يحافظ على تحالفاته وعلاقاته ، وان الطرفين ليسا حزبا واحداً او جسماً واحداً. وباسيل عليه ان يدرك ان التحالف الشيعي ضرورة وطنية وداخلية ويؤمن الاستقرار المطلوب على غرار التفاهم الوطني مع «التيار» الذي حمى لبنان ويحمي لبنان.
وتشير الاوساط الى ان التوجه لدى حزب الله هو للتريث ودرس الموقف، والتمسك بطبيعة الحال بالتحالف مع «التيار»، ولكون الحزب والتيار في حاجة لاستمرار هذا التحالف، وما جرى في «الدستوري» لن يؤدي الى مشكلة كبيرة او الى فك التحالف نهائياً.
ورغم حماوة السجال على مواقع التواصل الاجتماعي بين مناصري «حركة أمل» وحزب الله ومن دون سقف وتصعيد كبير، يرفض حزب الله، وفق الاوساط نفسها، التعليق في الاعلام على اي موقف للرئيس عون او للوزير باسيل، ويفضل ان يبحث اي خلاف او اختلاف داخل الغرف المغلقة، وان يتريث خلال ايام للتحرك، ربما خلال عطلة الاعياد والمعايدة بالميلاد المجيد لرأب الصدع مع باسيل و»التيار».