يؤكد متابعون للحراك الانتخابي في معظم القوى الفاعلة في المعارضة والموالاة، ان الجميع كان ينتظر بت المجلس الدستوري لطعن «التيار الوطني الحر»، لمعرفة مصير الانتخابات النيابية ومن ثم تحديد توقيتها. ويشير هؤلاء الى ان شهر كانون الثاني سيكون مفصلياً لهذه القوى، لوضع خارطة طريق تحالفاتها ومرشحيها، وبدء العمل جدياً على تأمين الموازنات اللازمة والكلفة التشغيلية للماكينات على الارض.
كما يكشف هؤلاء ان المراجع الرسمية العليا تؤكد، ان الانتخابات باتت محطة ثابتة وستجري في وقتها وعلى الارجح في 15 ايار 2022، لذلك التحضيرات الجدية بدأت، وباتت الامور في مرحلة متقدمة عند الجميع، ولكن «الكُل ينتظر الكُل»، اي معرفة اسماء المرشحين ومناطق الترشيحات وكذلك التحالفات.
"التيار الوطني الحر" بدوره ووفق اوساط قيادية فيه، واحد من هذه القوى الاساسية والتي تجهد لترميم التحالفات الانتخابية، وانقاذ ما يمكن انقاذه. فقبل لا قرار «الدستوري»، كان «التيار» والمرجعية الانتخابية فيه اجرت مروحة اتصالات سياسية مع الحلفاء التقليديين «على الورق» المتبقين، اي حزب الله والطاشناق والنائب طلال ارسلان، ولعل اهمها مع حزب الله خصوصاً ان هناك 3 دوائر اساسية يمكن لحزب الله والصوت الشيعي ان يؤثر فيها، وهي جبيل وبيروت الثانية وبعبدا.
ويحرص «التيار» على التأكيد ان الظروف الحالية تبدلت عن انتخابات 2018 ، مع خروج «تيار المستقبل» والرئيس سعد الحريري من التسوية الرئاسية، وهذا يعني ان «التيار» خسر الصوت السني الذي يمثله الحريري و»المستقبل»، لكن الاوساط تستدرك بالقول ان «المستقبل» اعطى «التيار» بعض الاصوات في البترون، بينما كان التحالف مع «الجماعة الاسلامية» في عكار ناجحاً، مع حصول «التيار» على نائبين اسعد درغام والنائب العلوي مصطفى حسين.
وتشير اوساط «التيار» الى ان الحديث عن رهان على «تحالف اقليات» مع «التيار» انتخابياً وعلى «القطعة» امر وارد ان يتكرر، خصوصاً ان في انتخابات 2018 تحالف «التيار» انتخابياً في عكار وصيدا مع «الجماعة الاسلامية» ومع «الاحباش» (المشاريع) في بيروت الثانية، وهذا التحالف رفع من حاصل لائحة 8 آذار و «الثنائي الشيعي «، وفاز النائب ادكار طرابلسي عليها، اما الصوت العلوي في جبل محسن فلم يصبّ في مصلحة «التيار» ومرشحيه. علماً ان اصوات الجبل توزعت مسيحياً في العام 2018 بين «التيار» و «تيارة المردة» ولائحة 8 آذار، ولكن في نهاية المطاف، وبسبب تضارب اللوائح، نجح العلوي على لائحة الرئيس نجيب ميقاتي في طرابلس.
وفي حين تغلف الساحة العلوية الانتخابية الضبابية، يلتزم «الاحباش» والاكراد، «المؤثران في بيروت الثانية وفي المتن (الصوت الكردي يؤثر بنسبة محدودة)، «الصمت الانتخابي» ويفضلون عدم الحديث عن الانتخابات قبل نصف كانون الثاني المقبل لجهة اللوائح والترشيحات والتحالفات.
بينما تؤكد اوساط «الطاشناق» ان الاخير يحافظ على حضوره اللبناني، وعلى الساحة الارمنية وهو سيرشح للمقعدين في بيروت وآخر في المتن، وهو يمتلك حالياً 3 نواب: في بيروت (2) والمتن (1) ويطمح لترشيح رابع في زحلة.
وفي حين ترفض اوساط «الطاشناق» البوح عن الاتصالات الانتخابية، تؤكد ان الصورة ستتوضح في الاسبوع الاخير من شهر كانون الثاني المقبل.
في المقابل، يتردد ان «الطاشناق» ملتزم بتحالفه مع «التيار الوطني الحر»، كما ينتظر معرفة قرار الرئيس سعد الحريري النهائي انتخابياً. و «الطاشناق» على تحالف انتخابي دائم مع «المستقبل»، كما يتردد ان «الطاشناق» ينتظر قرار الوزير السابق الياس المر، هل سيترشح شخصياً خلفاً لوالده النائب والوزيرالسابق الراحل الياس المر ميشال المر في المتن؟ ومعروف ان علاقة انتخابية وتحالفية كانت تربط «الطاشناق» بالمُر الاب.