وجه راعي أبرشية أوستراليا المارونية المطران أنطوان شربل طربيه، رسالة إلى أبناء الكنيسة المارونية لمناسبة عيد الميلاد بعنوان "ليبقى المسيح في عيد الميلاد"، قال فيها: "سر الفرح في عيد الميلاد ينبع من مغارة بيت لحم حيث تحقق وعد الله، وحلم الشعوب، وانتظار الأمم بولادة المسيح المخلص"، لافتاً إلى أن "أمام هذه الحقيقة التي لا تقبل الجدل وحملت الى البشرية الخلاص والفرح والرجاء، يتردد أحيانا على أسماعنا هذا التعبير القائل: يجب أن يبقى يسوع المسيح محور العيد في الميلاد، لأنه صاحب العيد".
وأكد أن "من العادات الجميلة التي ترافق الاستعداد للعيد والتعبير عنه، إقامة مغارة الميلاد ووضع شجرة العيد في البيوت والكنائس والأديار، وبالتالي تبادل الهدايا، وتزيين الأسواق والشوارع، ولكن هل هذا يكفي؟ ونجد بالتالي أن الكثيرين يشاركون في القداس يوم العيد، وهذا أمر ضروري ومهم لهم ولعيالهم، ولكن هل خبرة الميلاد تتوقف هنا؟ ليبقى يسوع المسيح في قلب عيد الميلاد، لا بد قبل كل شيء أن نعود إلى ما جرى ليلة الميلاد في بيت لحم، فنتوقف عند تواضع المذود، وصمت القديس يوسف، ودهشة الرعاة، وترنيم الملائكة، وفرح المجوس، وتأمل العذراء بوجه الطفل الإلهي، لنتعلم أمورا كثيرة لحياتنا اليومية، وبالتالي طرق الاحتفال بالعيد".
وشدد طربيه، على أن "لا عيد ميلاد من دون الرب يسوع، ولا فرح حقيقي إلا إذا كان الرب حاضرا في بيوتنا وحياتنا، وفي كل مرة نقوم بإيصال محبة الله للآخرين من خلال أعمالنا ومثلنا الصالح نكون فعلا في الميلاد". وقال: "مع اقتراب نهاية سنة 2021 ما زال عالمنا يعاني بسبب جائحة كورونا وأخبار النزاعات والعنف والفساد، لذلك هو يحتاج اليوم أكثر منه في ما مضى إلى وجود عمانوئيل، الله معنا، كلمة الله المتجسد، ليبعث من جديد في قلوبنا وعالمنا الرجاء والفرح والخلاص"، مؤكداً أنه "كما بادر الله وأرسل لنا ابنه الوحيد لخلاصنا، علينا نحن أيضا أن نبادر لمساعدة المحتاجين والمعوزين لتكتمل فرحة العيد، لذلك أدعو وأشجع كل عائلة قادرة في هذا العيد أن تزرع فرحة العيد في قلب عائلة منسية ومحتاجة، ألا تتردد في المساهمة بسخاء، وبخاصة في وطننا الأم لبنان. ويبقى الميلاد مناسبة للتأمل والعيش للبشرية جمعاء، من دون تمييز بين مسيحيين وغير مسيحيين، لأن الكل مدعو للشراكة بمحبة يسوع المسيح، الذي تجسد من أجل كل إنسان، في كل زمان وكل مكان. ولد المسيح هللويا".