الأزمة الحكومية مستمرة ولا مخارج حتى الساعة، وايضاً في الملف القضائي والمحقق العدلي في قضية إنفجار المرفأ القاضي طارق البيطار ماض في عمله ولن يتخلى عن صلاحياته في ملاحقة المطلوبين للمثول امامه كما ابلغ البيطار وفداً من اهالي شهداء المرفأ زاره اخيراً.
وبين التأزم الحكومي والمطالبة من قبل «الثنائي الشيعي» وتيار «المردة» بتصحيح المسار القضائي في ملف انفجار المرفأ، وانعكاس تعطيل الحكومة على امور البلد، ثمة «طاقة مفتوحة» لمواصلة البحث عن مخارج للازمتين الحكومية والقضائية.
وفي هذا السياق تؤكد اوساط واسعة الإطلاع في تحالف «الثنائي الشيعي» و 8 آذار، ان عطلة الاعياد كانت مناسبة للقاءات واتصالات خلف الاضواء، بين القوى السياسية والحزبية وبين المرجعيات الرئاسية والدينية، وتطرقت الى الازمات المتلاحقة، ودعت الى حلها بالحوار لا بالمعاندة والمكاسرة.
وفي هذا الإطار تكشف الاوساط عن لقاء جمع رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل ومسؤول التنسيق والارتباط في حزب الله الحاج وفيق صفا، خلال الايام الماضية وقبل تسريب الفيديو لباسيل والذي رأى فيه البعض «رسالة» لحزب الله، وبعد المؤتمر الصحافي لباسيل، والذي حمّل فيه «الثنائي الشيعي» مسؤولية لا قرار المجلس الدستوري، واعلن فيه ان لـ «لا قرار الدستوري» مفاعيل ومترتبات سياسية بعد الاعياد.
وتشير الى ان اللقاء كان مناسبة للمكاشفة والمصارحة بين الطرفين. كما تطرق الى الازمة الناشئة بعد لا قرار «الدستوري»، وما حكي عن تفاصيل صفقة لم تتم في اللحظة الاخيرة، لكون كلفتها السياسية كبيرة على بعض الاطراف بعدما هدأت النفوس والمواقف والصخب الاعلامي والسياسي.
وتشير الاوساط الى ان التسوية لو تمت، لكان العهد و»التيار الوطني الحر» اكبر الرابحين، بينما شعر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، انه لا يحتمل امور مماثلة وكلفتها السياسية كبيرة عليه.
في المقابل لا يبدو ان رئيس مجلس النواب نبيه بري كان متحمساً لهذه التسوية والتي تعطي مكتسبات للعهد وباسيل ولا «في الاحلام» ومن شأنها ان تضع كل مقومات البلد القضائية والمالية وحتى الامنية في «قبضتهما» وعلى ابواب الانتخابات النيابية وبعدها الاستحقاق الرئاسي في 31 تشرين الاول 2022.
وتقول ان تعطيل التسوية اتى بعد لقاء عين التينة بين بري وميقاتي، حيث هدد الاخير بالاستقالة من الحكومة بينما يرفض بري ان تتعطل الميثاقية السنّية في الحكومة، فطارت التسوية.
وتلفت الاوساط الى ان التباينات توضحت بين «التيار» وحزب الله والامور ايجابية وفي خواتيمها، وهناك تأكيد من الطرفين على استمرار التحالف مهما بلغت الاختلافات مداها. كما اكدا استمرار اللقاءات والتواصل الدائم.
في المقابل تؤكد اوساط «التيار»، ان التواصل موجود مع حزب الله، وتتجه الانظار اليوم الى إطلالة رئيس الجمهورية والتي هي مناسبة للتوجه الى اللبنانيين بمناسبة عيدي الميلاد ورأس السنة.
وهي لن تخلو من مواقف عالية النبرة، ودعوة الى وقف تعطيل الحكومة. كما سيجدد عون مطالبه لميقاتي بدعوة الحكومة و»الثنائي الشيعي» الى حضورها وفصل الحكومة عن المسار القضائي.
وتشدد الاوساط نفسها على ان إطلالة باسيل في 2 كانون الثاني، لا تزال قائمة وسيبقى «التيار» على مواقفه، ولن يسكت عن تعطيل الحكومة وافشال العهد واغراق البلد في الازمات، مهما كانت هوية من يقوم بذلك.