لفتت لجنة الدفاع عن القضية الأرمنية في لبنان، إلى أنّ "ابتداءً من آب 2021، بدأ التّركيز في الاجتماعات السّياسيّة في منطقة القوقاز، على عمليّة تطبيع العلاقات الأرمنيّة التركيّة، الّتي ركّزت عليها، في الأسابيع الماضية، وسائل الإعلام الدوليّة والإقليميّة، عندما بدأت قيادات أرمينيا وتركيا وأذربيجان من جهة، في التلميح حرفيًّا إلى هذا الواقع، ومن جهة أخرى، عندما عيّنت أرمينيا وتركيا ممثّلين لها في هذه العمليّة".
وركّزت في بيان، على أنّ "العمليّة اكتسبت أهميّةً إقليميّةً ودوليّةً وزخمًا جديدًا في الأسابيع القليلة الماضية، عندما أعلنت القيادة التركيّة أنّها ستنسق محادثاتها مع يريفان مع باكو، وعندما سعت أنقرة إلى تسوية "الممر" في سيونيك، الّذي يربط بين أذربيجان وناختشيفان كمحور وشرط مسبق للمحادثات، و الهدف إغلاق قضيّة حق آرتساخ التاريخي والقانوني في تقرير المصير، وكذلك الاعتراف بالحدود الحاليّة بين أرمينيا وتركيا؛ على أساس الاتّفاقات الموقّعة مع السّلطات السوفيتيّة عام 1921".
وأشارت اللّجنة إلى أنّ "نظرًا إلى الصدى الّذي لاقته العمليّة في الأوساط السّياسيّة والإعلاميّة، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي في الأيّام الأخيرة، تُعلن لجنة الدّفاع عن القضيّة الأرمنيّة في لبنان أنّها تؤيّد إقامة علاقات دبلوماسيّة بين أرمينيا وتركيا أو بين أرمينيا وأذربيجان، لكنّها تريد لفت انتباه الجمهور إلى الملاحظات الآتية".
وذكرت أنّ "على مدى السّنوات الثّلاثين الماضية، كانت تركيا العقبة الرّئيسيّة أمام تطبيع العلاقات الأرمنيّة التركيّة، حيث أغلقت أنقرة حدودها البريّة والجويّة مع أرمينيا عام 1993، وفرضت حصارًا فعليًّا على أرمينيا، وتواصل إنكارها الإبادة الجماعيّة للأرمن ومنع الاعتراف بها في تركيا، وكذلك عمليّة الاعتراف الإقليمي والدولي بهذه الجريمة ضدّ الإنسانيّة، ولا سيّما الحملة العسكريّة والدبلوماسيّة الأذربيجانيّة ضدّ استقلال جمهوريّة أرتساخ، وحقّ الشعب الأرميني في حريّة تقرير المصير".
وأوضحت أنّ "من أجل تطبيع علاقاتها مع الشعب الأرمني وجمهورية أرمينيا، فإنّ أنقرة ملزَمة بمراجعة هذه السّياسة دون شروط مسبقة"، مركّزةً على أنّ "تركيا، الّتي انحازت إلى أذربيجان وغزت سوريا والعراق، تتكلّم عن تنمية السّلام، عندما تشكّل هي وأذربيجان التّهديد الرّئيسي للسّلام الإقليمي، وذلك برفضها التوصّل إلى حلّ تفاوضي وسلمي للنزاع في ناغورنو كاراباخ". وتساءلت: "عن أيّ نوع من "السّلام" وأيّ نوع من "التّطبيع" نتكلّم في الظروف الحاليّة؟".
كما شدّدت اللّجنة، على أنّ "الشعب الأرمني، السّاعي لتحقيق السّلام والازدهار في جنوب القوقاز، يدرك جيّدًا أنّ جوهر عمليّة تطبيع العلاقات هو إرساء مبادئ حسن الجوار مع جميع دول المنطقة، الّتي لا يمكن أن تكون كاملة ودائمة بانتهاك العدالة والقانون الدولي، وانتهاك حقوق الشعوب والأفراد، والشّروط الملكيّة والواضحة، وانتهاك كرامة الشعب الأرمني".
ودعت جميع شعوب ودول المنطقة، وكذلك المجتمع الدولي، إلى "دعم إرساء الاستقرار في جنوب القوقاز، على أساس حماية حقوق جميع الدّول المحرومة من حقوقها في المنطقة، ومن أهمّها تلبية مطالب الشعب الأرمني".