أكد رئيس "لقاء الفكر العاملي" السيد علي عبد اللطيف فضل الله "مسؤولية الطغمة السياسية والمالية الحاكمة ومعها كل المكونات السياسية المتناحرة عن الانهيار المعيشي المريع"، داعيا إلى "محاسبتها شعبيا بعد عجز القضاء المسيس عن القيام بمسؤولياته بمحاسبة المرتكبين وتحقيق العدالة"، سائلا السياسيين "ألستم من أسقط مشروع دولة العدالة والمؤسسات لمصلحة الدولة القبلية المتخلفة، ومن أثار النعرات والعصبيات الداخلية التي قادتنا إلى الخراب، ومن ارتكب جريمة الاعتداء على الإنسان في ماله وكرامته وحقوقه ومارس الاستغلال الرخيص للأديان خدمة لمصالح سياسية وشخصية زائفة، ومن اشترك مع المنظومة المالية الفاسدة في عملية النهب والسرقة والاستباحة".
ونبه المواقع الدينية إلى "ضرورة استقلالية قرارها حفظا للمسيحية الحقة من دنس السياسات الفاسدة والهوية الإسلامية من الركون للظلم والتعايش مع الفساد، وندعو الشرفاء الى عدم التنازل عن كرامتهم وخياراتهم الحرة وعدم التحول الى حال القطيع حيث السكوت على تمادي الفاسدين والخنوع لسياساتهم الظالمة والاكتفاء بالتلقي دون تفكر".
وشدد على "حاجتنا لدور المقاومة لتحرير لبنان من شرور الفاسدين بعد النهوض بمسؤولية تحرير الأرض من دنس الاحتلال الصهيوني والتصدي لكل المشاريع التكفيرية المعادية"، مؤكدا أن "المس بالمقاومة هو مس بالسيادة الوطنية"، داعيا "المخلصين إلى وقف خطاب الغرائز والانقسامات والارتقاء الى مستوى الالتزامات الوطنية التي ترسي ثقافة التعقل والحوار بين كل المكونات لحل الخلافات الداخلية"، مشيرا إلى أن "الناس ذاقت الأمرين من الطائفيين والمذهبيين والفئويين الذين يفتقرون إلى الحس الوطني"، داعيا إلى "وقف استباحة لبنان وإغراقه في النزاعات العبثية وتحوله الى ساحة لحروب الآخرين على أرضه وحفظه كوطن للتفاعل الحضاري والإنساني الذي لا يحكم من أمراء الطوائف المتعصبة وشيوخ القبائل المغلقة والإملاءات الخارجية المشبوهة".
وسأل "العهد وكل مكونات السلطة ماذا فعلتم لمواجهة تحديات الجوع والفقر والفساد والإفلاس وأنتم لم تقدموا إلا الوعود الفارغة وتبادل الاتهامات في وقت فقدتم فيه ثقة المواطنين المتلوعين بسياط فسادكم وتقاعسكم عن النهوض بالمسؤوليات حتى أوصلتم المواطن الى حالة المأساة الحقيقية بعد انهيار العملة الوطنية، بحيث بات عاجزا عن تأمين أبسط مقومات الحياة الكريمة وتعرضه لأبشع حالات الإذلال والقهر والجوع، والتاريخ سيدخلكم في سجلاته السوداء بعدما أدخلتم لبنان في أسوأ أزمة اقتصادية ومعيشية، والتي صنفت أنها إحدى ثلاث أكبر أزمات على مستوى العالم منذ منتصف القرن التاسع عشر".
وأضاف: "هنيئا لكم أعيادكم التي تغرقون فيها بالترف والثراء نتيجة سرقاتكم لأموال الناس وموارد الدولة، ومسكين هذا الشعب الذي يجوع ويقبل بكم حكاما يمارسون الظلم، مثلكم كمثل الملوك الذين تحدث عنهم القرآن الكريم".