لفتت صحيفة "الإندبندنت" البريطانيّة، في مقال عن التّهديدات الّتي يمثّلها تنظيم "داعش"، إلى أنّ "قوّات الأمن التركيّة أعلنت القبض على ما يقرب من ثلاثين مشتبهًا في انتمائهم لتنظيم "داعش"، وذلك قبل نهاية العام بأيّام. كما قامت القوات العراقية، قبل نهاية العام بأيّام قليلة أيضًا، بقتل ما لا يقلّ عن 22 عنصرًا من التّنظيم، في عمليّات بريّة وجويّة في وسط البلاد وشمالها وغربها، بعد إعلان التّنظيم مسؤوليّته عن سلسلة تفجيرات نُفّذت بعبوات ناسفة".
وأشارت في تقرير، إلى أنّ "على الرّغم من إعلان الرّئيس الأميركي السّابق دونالد ترامب، منذ ثلاث سنوات، نهاية التّنظيم، فقد شهد العام الماضي 342 هجومًا لـ"داعش" شمالي سوريا"، ناقلةً تحذير خبراء أمنيّين بشدّة من "عودة ظهور التّنظيم في الشرق الأوسط، وربّما أبعد من ذلك".
وركّزت الصّحيفة، في التّقرير، على أنّ "ظهور التّنظيم مجدّدًا، أو نسخة مماثلة له، يعدّ أمرًا لا يمكن تجنّبه تقريبًا، بالنّظر إلى فشل حكومات عديدة في الشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا"، محذّرةً من أنّ "التّنظيم لا يزال يشكّل تهديدًا في دول جنوب الصحراء بالقارة الإفريقية، وفي جنوب وشرق آسيا، حيث صنع جذورًا له في هذه المناطق في السّنوات الماضية؛ بعيدًا عن الشّرق الأوسط الّذي نشأ فيه ويفترض أنه هزم فيه".
وذكرت أنّ "بالنّظر إلى المدى الجغرافي لـ"داعش"، نجد أنّه يتمدّد، ففرعه في شبه حزيرة سيناء المصريّة يقوم بهجمات، ومنذ أسبوعين أفشلت القوّات المغربيّة مخطّطًا للتّنظيم، كما أشعل أتباع الأخير في موزمبيق أعمال عنف في شمال البلاد"، مشدّدةً على أنّ "الاختلالات والفجوات الاجتماعيّة والسّياسيّة في أماكن مثل العراق وسوريا، الّتي استغلّها التّنظيم للحصول على موطئ قدم كبير في العالم، لا تزال قائمة وقد تفاقمت في بعض النواحي".