رفع رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل «دوز» التصعيد في إطلالته المتلفزة امس، الى اقصى مستوى ممكن ضد «الثنائي الشيعي».
ووفق اوساط نيابية بارزة في «التيار الوطني الحر»، فإن باسيل «كسر الجرة» مع رئيس مجلس النواب نبيه بري و “حركة امل”، ولكنه ترك الأبواب مفتوحة مع «حزب الله» ولكن مشروطة بحوار وبتغيرات ملموسة.
وتقول الاوساط ان رغم الحفاظ على تفاهم مار مخايل، الا ان التحديات ستكون كبيرة ولا سيما ان الامور في حاجة الى ترجمة التغييرات المطلوبة من حزب الله، في ظل التلاحم بين طرفي “الثنائي الشيعي».
من جهتها تكشف اوساط قيادية بارزة في «حركة امل»، ان إطلالة المعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل عند الساعة 12 من ظهر اليوم، هي للرد على ما اعتبرته مغالطات وادعاءات وافتراءات باسيل والتي تجاوز فيها كل السقوف المعقولة وتخطى الخطوط السياسية الحمر.
فهو بحسب هذه الأوساط، ربط كل البلاء والويلات بشخص الرئيس بري وحمّل حركة امل كل التعطيل والانهيار، وغيرها من الافتراءات ، والتي يعرف باسيل شخصياً وجمهوره والجميع انها ادعاءات مزيفة وباطلة.
وتلفت الأوساط، الى ان محاولات دق اسافين بين حركة امل وحزب الله لم تنجح ولن تنجح يوماً، عندما صوّر ان حزب الله في موضع “المغلوب على امره”، و “المتضرر” من العلاقة مع «أمل» عندما قال، ان كلما راجع باسيل حزب الله قالوا له بري. اي ان الحزب محكوم بالعلاقة الشيعية والثنائية مع بري دون غيره.
وتكشف الاوساط ايضاً ان بعد إطلالة الرئيس ميشال عون الاخيرة، اوعز الرئيس بري بعدم الرد عليه وعدم فتح سجال مع الرئاسة الاولى لكون مواقفه لم تتجاوز السقف المتوقع، وبقيت دونه ويمكن «بلعها». اما ما قاله باسيل امس لا بد من الرد عليه بقسوة وكشف زيفه كي لا يتوهم احد، انه يمكن تحميل «امل» كل ما يجري في البلد، ومحاولة تشويه صورة الرئيس بري لدى الجمهور الشيعي اولاً والمسيحي ثانياً.
وتقول ان «أمل» والرئيس بري يرفضان ان يكونا «مطية» باسيل لشد العصب المسيحي ومحاولة لرفع الحواصل الانتخابية المتراجعة لديه!
بدورها تؤكد اوساط واسعة الإطلاع في «الثنائي الشيعي»، ان الامور وبعد المؤتمرالصحافي لباسيل امس، زادت تعقيداً ووضعت حزب الله في وضع لا يحسد عليه وفي «زاوية» الاختيار بين حليفيه: فهل يختار بري او يختار باسيل؟ وما هي كلفة كل خيار؟ وهل من الممكن ان يدوزن العلاقة بين الطرفين في ظل هذا الجو المتوتر والمشحون وبسقف مرتفع جداً ومن دون ضوابط؟
وتشير الاوساط الى ان الامور تتجه الى تصعيد كبير في الايام والاسابيع المقبلة، ولا يمكن ان تبقى السجالات والخلافات وهذه الحماوة في الخطاب المتبادل حتى الانتخابات النيابية وقد يكون التوفيق بين الطرفين صعباً وربما مستحيلاً .
وايضاً سيتعرض حزب الله في المرحلة المقبلة لضغط من الطرفين للاختيار بينهما، وهذا ما سيكون ايضاً شائكاً امامه.
وترى الاوساط ان الوضع مربك ومحرج لحزب الله، وعليه الكل يترقب تداعيات ما بعد إطلالة علي حسن خليل وبعده خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله اليوم، وعليه يبقى الرهان على كيفية تحرك حزب الله ومعالجته المأزق الحالي.