بيروت تستحق للمرة الثانية بعد كارثة إنفجار مرفأ بيروت سنة 2020 و الذي أدى الى تدمير و الحاق الاذى بربع العاصمة، وما لحقه من تدمير للمنازل والمستشفيات والمدارس ودور العجزة والمؤسسات الصناعية والاسواق التجارية والمتاحف والبيوت التراثية، التي شكلت صورة بيروت وتاريخها المضيء لأكثر من مئة عام، عاد نبضُ الحياة الى العاصمة اللبنانية وتحديدًا الى منطقة المرفأ والاشرفية والصيفي ومار مخايل والجميّزة، بفضل المبادرات الانسانية والإنمائية التي أطلقتها مؤسسة solidarity التضامنية، والتي جهدت لأن تُحيي شرايين الحياة في بيروت مدينة النور وعاصمة الثقافة ومدرسة الحقوق ومنابر التلاقي الروحي والحضاري بين الاديان والثقافات.
لقد عادت الانوار الى قلوب اللبنانيين قبل ان تعود الانوار الى الشوارع المُظلمة والمنازل المهدّمة والعمارات المُعتِمة، لأن إرادة الحياة هي الأقوى، ولأن التصميمَ على إعادة إعمار بيروت وردِّ الروح الى كل مفاصلها سيبقى البندَ الأول على جدول اعمالنا الإنسانية وهمومنا الوطنية، لأن بيروت تستَحِق!.
إن بناء القرية الميلادية على مساحة خمسة الاف متر قبالة المرفأ المُدمّر هو رسالة الى العالم، أن لبنان لَنْ يموت وممنوع أن يموت، ولَنْ يقدرَ أحدٌ على إغتيال دوره وحضوره، ولا ان يمحو تاريخه بتفجير ولا ان يُزيلَ تراثه بتدمير. فلبنان المحروس من الله سيبقى منارةً للهداية ورمزاً للصمود والبقاء مرفوع الرأس شامخ الجبين، مهما تكاثرت عليه المؤمرات، وتعاظمت عليه الاحقاد الحاسدة. هذا لبنان الذي يستطيع ان ينهض كل مرة من كبوته أقوى وأصلب، سيبقى الجبل الابيض المُكلَّل بالبركات والمحمي بصلوات القديسين والمجبول بدماء الابطال الشهداء على مدى مئات السنين.
لبنان الذي هو لنا هيكل الله، لن يقوَى عليه أيُّ شرٍّ و لَنْ يطاله سوء لأنه وَقفُ الرَّب... وبيروت التي هي أيقونةُ الحضارة وعاصمة السلام، ستعود أنوارها تُشرق من جديد بفضل المبادرات الفردية وجهود المؤسسات الخيرية والإنمائية والمساعدات الانسانية المشكورة!...
بيروت لنا، وستبقى لأهلها الأصليين المنفتحين على كل الحضارات والثقافات والاديان.
بيروتُ ستبقى بوابة الغرب الى الشرق...
بيروت ستبقى عروس العواصم العربية.
بيروت تستحقُ ان تُشرقَ انوارها من جديد، بهمَة كل الخيّرين والغيورين على كرامتها والحريصين على إستعادة دورها وتألُّقها!
بيروت تستحِق!.