السعودية على ما يبدو حسمت امرها في استعداء حزب الله و»مهادنة» ايران في مفارقة لافتة سياسية واستراتيجية.
وتكشف اوساط في «الثنائي الشيعي»، ان حسابات الرياض على ما يبدو انتخابية ومحاولات «عزل» حزب الله و"تشليحه" الاكثرية النيابية مستمرة، والجديد انه كان يُعبّر عنها في القنوات الضيقة وحاشية الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز ونجله ولي العهد محمد بن سلمان، وبات يصرح به اعلامياً، وهو ما كشف عنه بشكل واضح السفير السعودي السابق في لبنان علي عواض العسيري، وهو السفير الذي «عجن» اللعبة السياسية الداخلية، ويعرف «حساسية» حلفاء الرياض و»حميتهم» في الدفاع عنها.
وتقول الاوساط ان السفير الحالي ايضاً وليد البخاري اعطى «التعليمة» للحلفاء في لبنان للرد على خطاب الامين العام لحزب لله السيد حسن نصرالله مباشرة بعد انتهاء الخطاب.
وتكشف ان رد السيد نصرالله الحاد على الاتهامات المتواصلة من القيادة السعودية وهو لوضع حد لها. والحملة لا تتوقف ابتداء من الملك سلمان وقبله وزير الخارجية والذي لا يوفر مناسبة لاتهام حزب الله بـ»الارهاب» وقبله الاتهامات المفبركة ونشر فيديوهات مفبركة عن تدخل حزب الله في اليمن، وصولاً الى اعلان الملك سلمان بشكل واضح ان استعداء حزب الله مستمر والمطلوب عزله وشطبه من الحياة السياسية واتهامه بالارهاب هو محاولة لشيطنته ومنع التعامل معه سياسياً وانتخابياً وحتى مالياً واقتصادياً.
وتشير الاوساط الى ان العسيري بدوره اعلن بشكل واضح، ان الهدف هو حصار حزب الله والتيار الوطني الحر حتى الانتخابات النيابية، وبعد الانتخابات تقرر السعودية كيفية التعامل مع لبنان ووقف الحصار عنه، بعدما حرضت اللبنانيين على التصويت ضده واسقاطه في الانتخابات النيابية.وتلفت الاوساط الى ان رد السيد نصرالله اساسي ومفصلي وضروري لوضع النقاط على الحروف. والسكوت قد يفسر ضعفاً وخوفاً و»يا جماعة بدنا السترة» والقبول والسكوت على الاتهامات والشتائم ليلا نهاراً عبر وسائل الاعلام وسياسيين سعوديين وغير سعوديين وعدم وضع حد لها، «سيُغري» الآخرين في «نتف صوفة» حزب الله ليلاً نهاراً!
وتضيف الاوساط: لا يبدو ايضاً ان هناك محرمات وخطوطا حمر او ضوابط ستقف عندها السعودية، والتي تصر على معاقبة لبنان وشعبه عقاباً جماعياً، وعلى المساهمة في التلاعب بالدولار والحصار بمنع السواح والصادرات والواردات، وليس انتهاء بمنع وصول العملة الصعبة،وكله تحت حجة تدخل حزب الله في اليمن وتهريب مخدرات الكبتاغون، ورغم ان كل المعطيات تؤكد وقوف جهة محددة وراء الاصرار على التهريب من المرفأ والمطار حصراً في اتجاه السعودية والكويت والامارات، وهنا يكمن دور القوى الامنية في كشف كل هذه الشبكة ومن يخطط لها ومن يمولها، وهدفها معروف وهو رمي الاتهامات جزافاً وتحميل لبنان والحكومة والعهد وحزب الله المسؤولية.
وترى الاوساط ان رد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وغيره من القوى التي تريد تقديم اعتمادات للسعودية، لن يكون له انعكاس داخلي، ولن يعقد الموقف الداخلي اكثر مما هو معقد، رغم ان الحكومة معطلة ولا حلول قريبة لعودتها الى الاجتماع.
وتكشف الاوساط ان الفترة هي فترة انتظار، والكل يترقب هدوء التصعيد والسجالات قبل البحث بخطوات للتهدئة واستعادة اللقاءات بين الاطراف، وخصوصاً في ظل التوتر الذي يحكم العلاقة بين «امل» والتيار الوطني الحر من جهة، ويين «التيار» وحزب الله من جهة ثانية . وبين الجبهة المفتوحة من السعودية ضد حزب الله، والردود عليها وصولاً الى انعكاس كل هذا التصعيد على سعر صرف الدولار والملف المعيشي والاقتصادي والمالي.