أشارت صحيفة "الغارديان" البريطانية إلى أن "محادثات أوكرانيا لم تحقق الكثير، فروسيا قالت إن المحادثات وصلت إلى طريق مسدود، بسبب اتساع الهوة بين ما كانت الولايات المتحدة وحلفاؤها على استعداد للحديث بشأنه، أي الحد من الصواريخ والتدريبات العسكرية واتخاذ تدابير تهدف إلى بناء الثقة، وما كانت تطالب به موسكو، أي ضمانات بأن أوكرانيا ودول الكتلة السوفيتية السابقة الأخرى لن تنضم أبدا إلى الناتو". ولفتت إلى أنه "على الأقل، جرى اختبار لإمكانية الوصول إلى أرضية مشتركة، وإعطاء الدبلوماسية فرصة.
ولفتت إلى أنه "من الواضح الآن أن روسيا لم تكن تستخدم حشد قواتها ومطالباتها بشأن الناتو كخداع لتحقيق مكاسب في قضايا أخرى، إذ أتاحت الاجتماعات الثلاثة فرصا لروسيا للخروج من مأزق وإيجاد حل يحفظ ماء الوجه، بيد أن موسكو لم تغتنم ذلك، ولم يعد هناك شك في أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يسعى إلى إحداث تغييرات في الأمن الأوروبي، مع تقليص وجود الناتو على طول حدود بلاده".
وعما إذا كان هناك احتمال إجراء محادثات أخرى، أفادت الصحيفة بأن "المسؤولين الروس لم يتحدثوا يوم الخميس عن رغبة كبيرة لدى موسكو لإجراء مزيد من المحادثات"، موضحةً أن "بولندا اقترحت إجراء حوار مكثف بشأن القضايا الأمنية برعاية منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، بيد أن روسيا قالت طوال الوقت إنها تريد حلا سريعا، بدلا من الشكاوى المستمرة، كما اقترحت أوكرانيا عقد قمة لمعالجة الأزمة، بمشاركة كييف هذه المرة، لكن لم يكن هناك رد من موسكو. سيعودون إلى بلادهم لمناقشة الخطوات التالية، مع اتجاه الأنظار نحو موسكو وتحركات القوات والمدرعات الروسية في المنطقة المحيطة بأوكرانيا".
كما أفاد بأنه "من المقرر أن يعقد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، مؤتمرا صحفيا يوم الجمعة، حيث من المتوقع أن يعطي ذلك فكرة أوضح عن طريقة تفكير بوتين، لا سيما بعد أن طالبت روسيا الولايات المتحدة بتقديم تعليقات مكتوبة على مسودة الاتفاقيات التي نشرتها موسكو في ديسمبر/ كانون الأول، والتي تتضمن القيود المقترحة على الناتو. ولم يتضح بعد إذا كانت واشنطن ستقدم ردودا مكتوبة تلخص اعتراضاتها.
وحول ازدياد احتمالات الحرب أم تراجعها بعد المحادثات، شددت "الغارديان" على أن "كل شيء تلاشى الآن، ومن الواضح أيضا أن الولايات المتحدة وحلفائها ليسوا على استعداد للمراوغة بشأن عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي، مع الاعتراف بأن ذلك غير مرجح في المستقبل القريب. نعلم، بعد هذا الأسبوع، أن بوتين مستعد للاقتراب من حافة الحرب، والسؤال الآن: هل سيذهب إلى أبعد من ذلك؟".