في ظلّ الأزمة التي تمرّ بها البلاد والأوضاع الاقتصادية الصعبة وجد اللبنانيون طريقة جديدة لإدخال لـFresh دولار وعن طريق لـMining Machine وهي تحتاج الى إنترنت وكهرباء على مدى 24 ساعة خلال اليوم. هذه الآلة التي يُمكن شراءها بدأت تجد محاربة من الدولة اللبنانية تحت عدّة ذرائع، وآخرها ما حصل في جزّين عندما تمّت مصادرة مجموعة منها هذه بإشارة من النيابة العامة الماليّة.
Mining Machine عدّة أنواع، ASIC، Helium... تحتاج الى "نيتوورك وايرلس"والهدف منها جني المال بالدولار الفريش من 4 الى 12$ يومياً. فكيف يتم ذلك؟.
الهيليوم هي شبكة لامركزية تعمل بتقنية block chain لأجهزة إنترنت، هنا يعطي رامي بدر الذي يعمل في مجال الانترنت ويملك واحدة من هذه الالات مثلا على طريقة عمل الهيليوم، ويشير الى أنه "إذا كان هناك شركتي اتصالات مثل alfa وmtc ويريدان القيام بمشروع بمنطقة قد يكلف ملايين الدولارات لوضع أعمدة ارسال، يُمكن لأي شخص يملك الهيليوم أن يوزع الارسال أو الانترنت على الأماكن المحيطة به عبر هذه الالة وبهذه الطريقة تكون شركات الاتصالات وفّرت كلفة المشروع، وعندما تتلقى الأماكن الملاصقة لتواجد الالة الارسال يحصل مالكها على المال بالدولار نقدا".
أما ASIT وهي نوع آخر من Mining تصنع الاموال على عملة اسمها Bitcoin وتتطلب مصروفا كبيرا من الطاقة الكهربائية. هنا يلفت رامي بدر الى أن "هذه الآلة هي التي حصلت المشكلة حولها في جزين نظرا للإستهلاك الكبير للكهرباء الذي تحتاجه"، مضيفا: "سعر الالة يتراوح ما بين 1000$ و1400$"، مشددا على أن "النيابة العامة الماليّة أعطت اشارتها وقامت الاجهزة الامنيّة بالمداهمة مع شركة كهرباء لبنان وأوجيرو معتبرين أن من يعملون على هذه الالات يسرقون الكهرباء، ولكن هذا ليس صحيحا فربّما هناك من يقومون بسرقة الكهرباء من خلال هذه الالات ولكن هناك آخرين يستعملونها بطريقة شرعيّة ويدفعون فواتيرهم بشكل كامل ومنتظم".
"النشرة" حاولت الاتصال بالمدّعي العام المالي القاضي علي ابراهيم للاستفسار عن الموضوع لكنها لم تلقَ جواباً. أما مدير عام أوجيرو عماد كريديه فأشار عبر "النشرة" الى أننا "تحركنا بناء على اشارة النيابة العامة الماليّة وتوجّهنا الى جزّين وصادرنا الالات"، لافتا في نفس الوقت الى أن "هذه الالات يمكن أن تؤثر على شبكاتنا ويُمكن عبرها أن يحصل عمليّة توزيع انترنت بطريقة غير شرعيّة إذا كان يملكها أشخاص لهم خبرة في الموضوع".
إذاً، تمت عمليّة مصادرة الالات من جزين، هذه الالات وَجَد الناس عبرها طريقا لادخال المزيد من المال لتأمين جزء بسيط من حياتهم اليومية، فأتت الدولة برمّتها لتقطع عليهم الطريق وكأنها تريد أن تقول لهم صراحةً "المطلوب منكم الغرق والموت وأيّ طريق تجدون فيه متنفساً بما فيه الهواء للمضي قدما سنقطعه عليكم".