كم هو عظيم ايمان يوحنا المعمدان، بحيث انه لم يقبل فقط ان يتركه تلاميذه من اجل اتّباع المسيح، بل شجعهم ودلّهم على الاله المتجسد، ضارباً كل المفاهيم البشرية والركض نحو العزة والجاه البشري، فكان هدفه حقاً ان يكنز كنوزاً له في السماء. اما تلاميذه، فتشرّبوا منه المعنى الحقيقي للايمان والمحبة، وطلبا معاينة المنبع ومشاهدة الملكوت الذي سمعوا عنه. ولكن، علينا التنبّه، كما التلاميذ، الى ان الدرب ليس سهلاً، فالطريق صعبة اذا لم نتحلّ بالمحبة، وقد نُصدم بمدى صعوبتها، وهذا ما اراد الله ايصاله لنا، ولكن "من يصبر الى المنتهى يخلص".