شدد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، أن "رهان القوات اللبنانية في الاستحقاق النيابي المقبل يصبّ في بلاد الانتشار ولكن ليس بالضرورة ان يكون لمصلحة "القوات" فقط لأننا نعتبر انه منذ عامين الى الآن حصل زلزال في لبنان أظهر الامور على حقيقتها إذ بات واضحًا اين مكمن الداء والدواء، انطلاقًا من هنا اصبح اللبنانيون مقيمون ومغتربون يشعرون ان بلدهم يضيع منهم وبالتالي سيهبون في هذه الفرصة المتاحة "انتخابات 2022" ليخلصوا وطنهم، بهذا المعنى انا متفائل وليس بالمعنى الحزبي ان القوات تطمح ان تنال نائبين إضافيين من هنا او تخسر اثنين من هناك".
وأضاف في تصريح صحفي: "ليس بالضرورة ان تنال القوات وحدها الاكثرية في الانتخابات ولكن كل من يؤيد خط القوات هو من سيفوز على اثر ما شهدناه في لبنان، فليحكم كل من ينال الاغلبية في الانتخابات النيابية المقبلة، وليتحمل المسؤولية شرط ان يحكم بسياسات واضحة ومنحى واضح اذ انه منذ عشر سنوات "الطاسة ضايعة" ليس معلوماً من يحكم حتى تعرف الناس من تختار ومن تحاكم وكيف تتصرف، ولكن الآن لن نقف امام مثل هذه الاعتبارات على خلفية ان لبنان بلدنا ويجب ان نخلصه مهما كان الثمن غاليًا ومهما تعذبنا سنناضل ونعزز جهودنا لاتخاذ الخطوات المناسبة ضمن سياسة وطروحات واضحة تجعلنا نفوز بالأكثرية لنخلّص وطننا مما يتخبط به".
وتابع جعجع: "باعتبار اننا طرحنا كل المواضيع التي كان يتداولها الناس في الشارع عام 2005 في انتفاضة 14 آذار ولكن ما حصل ان الفريق الآخر لجأ الى الارهاب المباشر بدءا من اغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري الى مجموعة اغتيالات ومحاولات اغتيال كثيرة، الامر الذي حال دون ان تحكم الاكثرية آنذاك، فلبنان كناية عن نسيج ولكن من المفترض ان يتمتع كل خيط منه بحد ادنى من المصداقية، الكل يعي ان "القوات" على طرفي نقيض مع حزب الله ولكن هذا لا يعني ان اشيع عنه أخبارًا غير صحيحة بل اقول الحقيقة فقط ولكن للأسف بعض الناس ينسجون الخيطان من الخيال".
ولفت الى أنه "يجب ان نكون ضد التيار الوطني الحر على خلفية سياسته منذ عشر سنوات ومساهمته مع افرقاء من السلطة في وصول الوضع في البلد الى ما وصل اليه وبالتالي بالنسبة لإمكانية التحالف مع التيار الوطني الحر فقد جرت محاولات عديدة في هذا الاتجاه ولكن القوات ترفض التحالف على خلفية الامور التي ذكرت، اما بالنسبة للساحة السنية فالقيادة العليا في تيار المستقبل لم تتخذ الى الان قرارًا باتجاه معين ولكن في كل الاوقات نحن على تواصل مع الكثيرين من القيادات الوسطى والشخصيات في الطائفة السنية".
وتابع: "هناك اتصالات مع افرقاء مسيحيين مستقلين ولو ان البعض منهم سيترشح منفردًا ولكن ضمن تفاهم معين فمثلا في الاشرفية ممكن ان نشهد لائحة للقوات واخرى تضم نديم الجميل وجان طالوزيان في تفاهم بين اللائحتين".
وأضاف: "اولا محاربة الفساد المستشري في لبنان والذي بدأنا به منذ كان وزراؤنا في الحكومة وسنواصل هذه الحملة، وهنا أنوّه بنزاهة وشفافية وزراء ونواب القوات بشهادة الخصم قبل الحليف، ثانيا، تغيير اتجاه السياسة الخارجية ولا سيما ان لبنان معروف ان لديه اتجاه بالسياسة الخارجية واضح المعالم وهو الحياد، فضلا عن إعادة تكوين صداقتنا العربية والدولية باعتبار انها مصدر غنى سياسي وثقافي وفكري واقتصادي والاهم من كل ذلك اعادة السلطة الى الدولة اللبنانية".
واعتبر جعجع أن المشكلة في لبنان استراتيجية وأخلاقية، موضحا أنه "في حال حصلت القوات على الاكثرية في المجلس النيابي ومجلس الوزراء ستبني دولة فعلية بسياسة داخلية وخارجية لا يشوبها الفساد وستحسن ادارتها وسوف تتدفق الاستثمارات من خلال اعادة الثقة في ظل سلطة جديدة متجددة فعليًا".