لفت متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة، إلى أنّ "ما يحدث في بلدنا الحبيب هو العمى بذاته، لكنّ العميان عندنا لا يلجأون إلى الرب لينير عيونهم وعيون ضمائرهم، بل يتلطّون خلف المظاهر الإنسانيّة والتّسميات الدينيّة والمطالبة بحقوق الطوائف، لا محبّةً بأبناء الإيمان، بل خدمةً لمصالحهم الشخصيّة".
وأشار، خلال ترؤّسه قدّاس الأحد في كاتدرائية القديس جاورجيوس في بيروت، إلى أنّ "لهذا، يطبَّق على قادتنا ما قاله الرّب للنّبي إشعياء: "غلظ قلب هذا الشعب وثقل أذنيه واطمس عينيه، لئلا يبصر بعينيه ويسمع بأذنيه ويفهم بقلبه، ويرجع فيشفى" (إش 6: 10). كلّما أراد المسؤولون الاستفادة شخصيا، يسمعوننا الكلام الطائفي المحرض أو المفرق"، مشدّدًا على أنّ "الله يجمع ولا يفرق. الدين محبة لا تفرقة فيه، فلا تستخدموه إلا للاقتراب من الرب، وطلب الغفران منه على ما اقترفتم بحق الشعب".
وذكر المطران عودة، أنّ "الأسبوع الماضي، فرح البعض لأن الحكومة ستعود للعمل من أجل تسيير أمور الناس"، متسائلًا: "أليس الطبيعي أن تجتمع الحكومة وتستميت في خدمة الشعب عوض جعله رهينة ومطية للمصالح والأهواء؟ أليس طبيعيا أن تكون اجتماعاتها مفتوحة في هذه الفترة العصيبة الحرجة، وألا تهمل أي تفصيل يساهم في إنهاض البلد وإنقاذه؟". وأكّد أنّ "طبعا نأمل أن تجتمع الحكومة باستمرار، وأن تعمل من أجل إنقاذ ما تبقى من الشعب في أرض الوطن، أو ما تبقى منه حيا يرزق بعد أن فقدت مقومات الحياة في البلد، ولم يتبق شيء يذكر. وعوض بحث بعض الأمور، عليها البحث في كل الأمور ومعالجتها بأقصى سرعة".
وأعرب عن أمله أن "لا يسود قانون الغاب حيث يحصل الأقوى على ما يريده، ويأكل الأضعف، بل أن يدار البلد بحكمة وتعقل وشفافية وضمير حي، وبحسب ما يمليه دستور البلد وقوانينه لا مصالح الأفراد أو الجماعات"، مركّزًا على أنّ "قيام المسؤول بمهامه، ومنها حضور جلسات مجلس الوزراء والمشاركة في إنقاذ البلد، يجب ألا يكون خيارا يتخذه بل واجبا يحتمه الحس الوطني والمسؤولية. إن المصلحة الوطنية هي الحد الذي تتوقف عنده الأنانيات والمصالح. أما المغامرة باستقرار البلد فهي جريمة، لذلك فإن المطلوب عمل إنقاذي سريع قبل فوات الأوان".