كثرت في الآونة الأخيرة الإشكالات بين اليونيفيل والأهالي في منطقة جنوب الليطاني، ليس آخرها ما حصل اليوم في بلدة رامية الجنوبية، وقبلها، وقع إشكال بين عدد من الأشخاص وجنود إيرلنديين يعملون ضمن قوات اليونيفيل في أحد أحياء مدينة بنت جبيل في الخامس من هذا الشهر، وقبلها، أي في 22 كانون الأول، حصل إشكال كبير بين دورية لقوات حفظ السلام الدولية وأهالي بلدة شقرا الجنوبية، حيث استدعى الإشكال تدخل الجيش وإبعاد الأهالي وإنقاذ الدورية، التي تعرضت للرشق بالحجارة والحصار من جميع الإتجاهات.
واليوم، كشف الناطق الرسمي باسم قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان "اليونيفيل" أندريا تيننتي، أنه "تم اعتراض سيارات لليونيفيل في بلدة رامية، حيث جرح أحد الجنود، والجناة قاموا بتخريب آليتين وسرقة عدد من الأغراض"، وقال: "إن القوات المسلحة اللبنانية كانت في مكان الحادث. ولاحقا، تمكنت من تهدئة الوضع".
تواصلت "النشرة" مع رئيس بلدية رامية نبيل صالح، الذي كشف بأن كل ما في الأمر، بحسب المعطيات التي وصلت اليه، هو أن "دورية من قوات الطوارئ الدولية، وأثناء التفافها في أحد شوارع البلدة، أقدمت عن طريق الخطأ ربما بالإصطدام بأحد خزانات المياه التابعة لأحد الأشخاص، وهو خزان مياه يروي مزرعة أبقار قريبة، مما ادى الى كسره".
وتابع رئيس البلدية: "على إثر هذا الحادث، رفض المواطن تصرف الدورية التي كسرت خزان المياه دون أن تكترث لما حصل، مما أدى الى تلاسن بينه وبين من في الدورية".
وأكد صالح أن هذه حدود الإشكال وأن لا معلومات إضافية حول هذا الموضوع، خصوصا أن الجيش اللبناني كان حاضرا.
وفي رواية أخرى حصلت عليها النشرة، من أحد المقيمين في البلدة، أنه و"يوم الاحد، دخلت دورية تابعة لقوات اليونيفيل الى احدى الملكيات الزراعية الخاصة في بلدة راميا الحدودية منفذة اعمال تفتيش في المكان دون وجود الجيش اللبناني، فاعترض عليها الاهالي بشكل سلمي لتنسحب من المكان".
وبحسب الرواية، فقد "عادت الدورية الى نفس المكان اليوم الثلاثاء وبلا وجود للجيش اللبناني ولما اعترض الاهالي على هذه الممارسات انسحبت الدورية بشكل هستيري من المكان، فصدمت احد المواطنين وحطمت عددا من خزانات المياه العائدة لمزرعة تربية ابقار دون ان تكترث لما تسببه من خسائر خاصة في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها المواطنون اللبنانيون، فاعترض الاهالي مجددا وناشدوا الجيش اللبناني الذي حضر واخرج العناصر الدوليون من المكان".
تشتكي مصادر أهلية، عبر "النشرة"، من أن تصرفات قوات الطوارئ في الآونة الأخيرة "مريبة"، وبعيدا عن الحادث الذي حصل اليوم في رامية، تؤكد المصادر أن قوات اليونيفيل، تعمل على تصوير جميع الطرقات التي تسلكها، عبر حمل كاميرات تظهر للعلن، من داخل آلياتهم العسكرية، من دون أن توضح القوات السبب الكامن وراء التصوير المتكرر.
بالعودة الى رامية اليوم، فاللافت في القضية أنه لم يصدر أي بيان رسمي لبناني حول الحادثة، ولا انتشرت صور أو مقاطع فيديو للتلاسن أو الإشكال، كما أن الحادثة لم تنشر على وسائل التواصل الإجتماعي عبر أهالي المنطقة أو كتسريبات صحفية، بل كان عبر بيان رسمي من أعلى مرجع لليونيفيل، الا وهو الناطق الرسمي، واللافت أيضا وأيضا، أنها المرة الأولى التي تتحدث فيها اليونيفيل مؤخرا عن "إصابة" لأحد جنودها، كما تحدثت عن "سرقة أغراض"، من دون أن يوضح المتحدث ما هي الأغراض.
والأسئلة المطروحة هنا: لماذا لم يصدر الجانب اللبناني أي بيان؟ وما هي الأغراض التي قد تسرق من دورية لليونيفيل؟ وكيف سرقت هذه الأغراض وجرح عنصر بظل وجود الجيش اللبناني في المكان –بحسب تيننتي-؟