لفت قائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون، خلال لقائه في دار الإفتاء في طرابلس، مفتي طرابلس والشمال الشّيخ محمد إمام، بإطار جولته على الفاعليّات الدّينيّة في المدينة، إلى أنّ "لدار الإفتاء دورًا تاريخيًّا واجتماعيًّا وسياسيًّا ووطنيًّا، ولا سيّما في المحطّات المفصليّة"، مشدّدًا على "رفض مقولة أنّ طرابلس حاضنة للإرهاب".
وأشار إلى أنّه "إذا غُرّر ببعض الشباب لأسباب اقتصاديّة، فهذا لا يعني أنّ طرابلس، هذه المدينة التّاريخيّة ومدينة التّعايش، هي إرهابيّة. أدعوكم كفاعليّات دينيّة في المدينة، تحظون باحترام شعبكم وتقديره، إلى استكمال ما بدأتم به بتوعية شبابنا وأبنائنا من مخاطر الانزلاق إلى المخدرات والجريمة والإرهاب وغيرها، علمًا أنّه لا يجوز أن يكون الفقر دافعًا لهذه الحالات الشاذّة".
من جهته، نوّه الشّيخ إمام بـ"تضحيات المؤسسة العسكرية ودورها في حماية الأمن والاستقرار، والتّكامل بينها وبين المؤسّسة الدّينيّة في سبيل خدمة المجتمع ومواجهة هذه الظّروف الصعبة".
ثمّ التقى العماد عون، في أبرشية طرابلس المارونية راعي الأبرشية المطران يوسف سويف، وعايده لمناسبة عيد مار مارون. وأكّد أنّ "التّضحية ليست فقط ببذل الدماء، فالعسكريّون يضحّون يوميًّا في كلّ مهمّةٍ يقومون بها، وقناعتهم راسخة بأنّ إيمانهم بوطنهم وبزّتهم لا يتغيّر ولا يتبدّل".
من جهته، حيّا سويف "أبناء المؤسّسة العسكريّة، الّذين يواجهون الأزمة الاقتصاديّة بثبات، متحدِّين تداعياتها للاستمرار بمهامهم وخدمة وطنهم".
في الختام، زار المجلس الإسلامي العلوي في جبل محسن، حيث التقى القائم بأعمال رئاسة المجلس الشّيخ محمد عصفور وعددًا من المشايخ.
وبيّن عصفور أنّ "الجيش يحظى بإجماع وطني من كلّ شرائح المجتمع، لأنّه الضّامن للسلم الأهلي والاستقرار". بدوره، ركّز عون على "ضرورة التّكافل والتّضامن من أجل اجتياز المرحلة الرّاهنة، الصّعبة والدّقيقة، بانتظار الخروج من هذه الأزمة".