لفتت صحيفة "التلغراف" البريطانيّة، في تقرير عن "تنافس بين القوى الدوليّة على النّفوذ في جيبوتي"، إلى أنّ "في أوائل القرن العشرين كانت أوسلو، وفي الأربعينيات كانت الدار البيضاء وفي الخمسينيّات من القرن الماضي كانت برلين. أمّا اليوم، يمكن للمرء أن يقول إنّ عاصمة التجسس في العالم هي دولة إفريقية غير معروفة، جيبوتي".
وأشارت إلى "وجود قاعدة عسكريّة أميركيّة في معسكر "ليمونيه" في جيبوتي، وقاعدة عسكريّة صينيّة على بعد أميال قليلة منها على حافة السّاحل"، مبيّنةً أنّ "على مدى العقد الماضي، أصبحت الدّولة الّتي يقلّ عدد سكّانها عن مليون نسمة، نموذجًا مصغّرًا للنّظام العالمي الجديد. لقد أصبحت عشًّا للجواسيس، مكانًا تتنافس فيه القوى الغربيّة القديمة على النّفوذ، ضدّ القوّة الصاعدة للصين".
ونقلت عن دبلوماسي أجنبي قوله: "الكل يعرف ما تفعله. عليك أن تعتاد على كون أنّ لا شيء خاص. الجميع هنا يتآمرون، إنّها التسلية الوطنيّة". وذكر أنّ "الآلاف من القوّات من الولايات المتّحدة الأميركيّة والصّين وفرنسا واليابان وإسبانيا وإيطاليا يضمنون هنا أمن الأرستقراطيّة المحليّة من السياسيّين الفاسدين، مقابل بعض العقارات الأكثر قيمة من النّاحية الاستراتيجيّة على وجه الأرض".
وبيّنت الصّحيفة، أنّ "مسؤولين غربيّين يقدّرون أنّه قد يكون هناك عشرة آلاف جندي صيني، وراء الجدران الخرسانيّة المضادّة للانفجارات في منشأة صينيّة سرية للغاية. لكن بالنّسبة إلى الغرباء، تبدو شبكة الأسلاك الشّائكة والأبراج المحروسة بجنود غير مأهولة بشكل غامض. لا أحد يبدو أنّه يخرج من القاعدة الصّينيّة".