لفت الأمين العام لتيار "المستقبل"، أحمد الحريري، إلى أنّ "مفاعيل قرار رئيس الحكومة السّابق سعد الحريري بعدم الترشّح للانتخابات النيابية وتعليق عمله بالحياة السّياسيّة، هي ذي مفعول رجعي، لأنّه سينكشف مع الأيّام أنّه أخذ القرار الصّائب"، مبيّنًا أنّ "سعد الحريري بقراءته، من الممكن أن يكون قد رأى الصورة أوضح من أيّ فريق سياسي آخر على السّاحة اللّبنانيّة، وحرصه الدّائم هو السلم الأهلي، وهذا ما سنعمل عليه".
وأشار، في حديث إلى وكالة "سبوتنيك" الروسيّة، إلى أنّ "بالنّسبة لنا، الهدوء الأمني في البلاد هو الأولويّة، لكي يستطيع الحريري وتيار "المستقبل" أن يقطع هذه المرحلة الصّعبة الّتي تمرّ بها البلاد والمنطقة، ومن الواضح أنّ المنطقة ذاهبة نحو تسكير الملفّات، وهو ما يتطلّب أحيانًا لا سمح الله بعض المشاكل؛ ونحن نريد حماية لبنان". وأكّد أنّ "الحريري أوضح أنّه استطاع حماية السلم الأهلي، ولكن دون إتمام الإصلاحات لأنّ بعض الشّركاء لا يريدون الإصلاح".
وذكر الحريري، أنّ "تعليق العمل السّياسي يحدث في عدّة مهن، وغير محصور بالسّياسة، فعلى سبيل المثال بعض الرياضيّين يقدّموا اعتزالهم ليعودوا أقوى، وهي أيضًا فرصة للمراجعة الداخليّة ولإفساح المجال، فالبلاد وقع فيها أحداث منذ 17 تشرين الأوّل 2019 إلى يومنا هذا، وسعد الحريري هو الوحيد الّذي اعترف بوجود خلل إلى حدّ الآن"، معربًا عن أمله أن "تتّعظ باقي الجهات، وتعترف بوجود خلل في البلاد وتعمل على وضع الأسس للحلول".
وشدّد على "أنّنا طبعًا ضدّ أيّ فراغ، والحريري ضحّى بالكثير من رصيده السّياسي ليملأ الفراغ، ولو كان من خلال شخص غير مقتنع فيه أو حتّى جمهور تيار "المستقبل"، وهنا أتحدّث عن التسوية الرئاسية لأنّنا لسنا دعاة فراغ في كلّ مؤسّسات الدّولة".