وجّه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، نداءً إلى المسؤولين في لبنان، قائلًا: "لا يمكننا أن نستمرّ في لبنان على النّحو الّذي نسير فيه. لا يمكنكم أنتم المؤتمنون على مقدّرات البلاد، على المال العام، على المرافئ والمرافق، على العلاقات مع الدّول، على القيمة الوطنيّة الموجودة من أجل خدمة شعبنا، أن تستمرّوا بتبديدها وتعطيلها وبانهيار البلاد وتهجير الشعب اللبناني من أرضه".
وأكّد خلال ترؤّسه قدّاس أحد تذكار الموتى المؤمنين في المعهد الحبري البطريركي الماروني في روما، أنّه "لا يمكنكم الاستمرار بامتهان هدم البلاد وإفقار الشّعب، بالرّغم من كلّ النّداءات من العالم كلّه، وكأنّه يبقى أن يقبّلوا أياديهم للقيام بواجبهم، وعلى رأسهم البابا فرنسيس الّذي لا يترك مناسبةً إلّا ويوجّه نداءً لهم".
ولفت البطريرك الرّاعي، إلى "أنّني معكم من روما، أجدّد النّداء لهم والصّلاة من أجلهم، وبخاصّة من أجل المسؤولين الّذين يخافون الله، أصحاب النّوايا الصّالحة، كي يلهمهم الله إلى السُّبل الفضلى للنّهوض بالبلاد من انهيارها السّياسي والاقتصادي والمالي والمعيشي والاجتماعي".
وأشار إلى "أنّنا نصلّي على نيّة المسؤولين الّذين ما زالوا يتحجّرون بمواقفهم، وهم يهدمون البلاد عن قصد أو عن غير قصد ويعطّلون مسيرة الدّولة ومؤسّساتها، كي يمسّ الله ضمائرهم وهو وحده قادر على ذلك، لأنّ الضّمير هو صوت الله في أعماق الإنسان، وليدركوا حجم المسؤوليّة الّتي هي بين أياديهم. ولكي يدرك اللّبنانيّون أنّنا نحتاج إلى شبك أيادينا، معتبرين ومعلنين أنّ الأيّام الماضية قد ولّت، أيّام الحقد والبغض والانقسامات، أيّام الميليشيات الّتي تسعى إلى العودة بنا إلى الوراء، إلى صفحة طويناها، إلى أربعين سنة مضت".
وشدّد على أنّ "كفى نكأً للجراح وكأنّنا أعداء لبعضنا البعض، فيما نحن عائلة لبنانيّة واحدة لها دور ورسالة في هذا الشّرق، عليها أن تعرف كيف تلعب مجدّدًا هذا الدّور، في دولة الانفتاح على الجميع واللّقاء والحوار وجمال العيش معًا".