فيما يعيش القطاع الصحي اللبناني أزمة غير مسبوقة بعدما كان يلقب بـ"مستشفى الشرق"، بسبب الانهيار المالي والاقتصادي والمعيشي من جهة، وتفشي جائحة كورونا وهجرة الكثير من الاطباء والممرضين من جهة أخرى،تزامنا مع ارتفاع كلفة المستلزمات الطبية والتشغيلية ارتباطا بسعر صرف الدولار الاميركي، يمضي مستشفى "الهمشري" التابع لـ"جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني" في لبنان قدما في تطوير اقسامه ليحاكي معاناة اللاجئين المزمنة التي لا تنتهي من الامراض.
ويعتبر "الهمشري"المستشفى المركزي في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في لبنان، وهو واحد من خمسة يقع ضمن "مجمّع الدكتور فتحي عرفات الطبي"، الذي يضم إلى جانب المستشفى، مستودع الأدوية المركزي و"معهد القدس للتمريض"، وقد تأسس سنة 1987 في المية ومية–صيدا، وتبلغ مساحته 16840 مترا مربعا، ويتألف من 5 طوابق، ويضم: قسم غسيل الكلى، قسم باطني وأطفال، قسم توليد وأمراض نسائية، قسم جراحة، قسم عناية فائقة، قسم للطوارئ، قسم عيادة الأسنان، غرف للعزل ومختبر متطوّر، قبل ان يضاف اليه ثلاثة اقسام حديثة للعناية الفائقة وللعناية الفائقة للأطفال وقسما خاصا لمصابي "كورونا" في اوجة تفشي الوباء.
ويقول مدير المستشفى الدكتور رياض أبو العينين، منذ تسلمنا الإدارة، وضعنا خطة عمل وتطوير قصيرة وطويلة الامدتشمل تطوير الكادر الطبي في المستشفى والأقسام، إضافةً إلى المعدات وتحديثها وشراء جديدة، فقمنا بتطوير أقسام العناية الفائقة، ثم الطوارئ والأشعة، والقسم النسائي والتوليد، ووضعنا نصب أعيننا تطوير المستشفى ليكون بمستوى المستشفيات الخاصة اللبنانية في منطقة صيدا، حيث نقدم خدماتنا الى الجميع دون اي تمييز بين جنسية او لون او طائفة.
لا يخف ابو العينين اعتزازه بما تحقق"لقد قطعنا شوطا كبيرا ولكننا لم نصل الى حلمنا وهدفنا بعد، نحن نمضي قدما في تحقيق النهضة الإستشفائية الذي أرسى إستراتيجيتها الرئيس محمود عباس مستهدفا مستشفيات ومراكز جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في لبنان، وفي مقدمها مستشفى "الهمشري"، ولم يكن ليتحقق كل ذلك لولا المتابعة الحثيثة واليومية من السفير الفلسطيني أشرف دبور، موضحا "لقد افتتحنا قسما للعناية الفائقة وآخر للعناية الفائقة للأطفال بدعم من الجمعية الألمانية للتنميةGIZ ولجنة الحوار اللبناني الفلسطيني، بعد افتتاح قسم خاص لمصابي "كورونا" يضم 6 وحدات عناية فائقة و16 وحدة عناية عادية، ومختبر لفحص PCR وتدريب الطواقم الطبية مع منظمة الصحة العالمية و"اطباء بلا حدود".
واكد ابو العينين ان الهدف الذي نسعى اليه في المرحلة المقبلة افتتاح قسم خاص لقسطرة القلب ونعتبر ذلك نقلة نوعية في مسيرة المستشفى والاستشفاء الطبي الفلسطيني في لبنان، موضحا "اننا متعاقدون مع وكالة "الاونروا"ونسعى لتخفيف معاناة اللائجين الصحية عبر توفير أفضل علاج واستشفاء للمرضى الفلسطينيين الذين يُعانون من ارتفاع كافة الاستشفاء في المستشفيات الخاصة".
في عز الازمة الصحية ومع تفشي وباء "كورونا" داخل المخيمات التي تعاني من الاكتظاظ وقلة المساحات، وفيما كان أبناؤها يشكون التقصير من وكالة "الاونروا" وعدم اعلان حالة الطوارئ الصحية والاغاثية، قام المستشفى بتشكيل فريق خاصة لوحدة "كورونا" برئاسة الدكتور زياد ابو العينين.
واللافت ان الفريق الطبي لم ينتظر حضور المرضى اليه، بل نزل في جولات ميدانية الى المخيمات كافة، أجرى فحوصات عاين المرضى وقدم الارشادات ونقل من يحتاج منهم الى المستشفى، في خطوة لاقت ارتياحا وترحيبا كبيرين، في ظل تفاقم الازمة المعيشية والحياتية الصعبة، ودعم قوبلت بحملات تطوع أهلية وشعبية، ناهيك عن 160 متطوعا ومتطوعة من طلبة الجامعات ومعاهد التمريض، انخرطوا في لخدمةالمرضىمجانا،بعد انضمامهم الى فريقي "الإسعاف والطوارئ" و"مكافحة كورونا" وفي مختلف الأقسام بهدف الوقوف الى جانب "الجيش الابيض" باطبائه وممرضيه والمشاركة في تخفيف المعاناة والتدرب ايضا واكتساب الخبرات العلمية.
تجدر الإشارة إلى أن القطاع الصحي الفلسطيني في لبنان يعاني من نقص كبير في التجهيزات والمعدات، إلى جانب قلة الاختصاصيين جراء العزوف الكبير عن دراسة الطب بمجالاته المختلفة، بسبب القوانين اللبنانيّة التي تمنع الفلسطينيين من مزاولة هذه المهنة.