يترّقب اللبنانيون بحذرٍ الاستقرار الحاصل في سعر صرف الدولار، وفي حين ساهم التعميم رقم 161 والذي مدد مصرف لبنان العمل به حتى نهاية شهر شباط بخفض سعر الصرف في السوق السوداء، يبقى السؤال هل سيمدد المصرف المركزي العمل به الى شهر اضافي؟ وهل سيشهد سعر الصرف تقلبات جديدة؟
وفي هذا الاطار، يلفت الخبير المصرفي نسيب غبريل، في حديث لـ"النشرة"، الى ان "التوجه هو لتمديد العمل بهذا التعميم، ولكن لا معطيات نهائية حتى الآن، مع العلم قد اشار مصرف لبنان في البيان الذي اعلنه فيه تمديد العمل بالتعميم حتى نهاية شهر شباط، بأن هذه المدة قابلة للتجديد".
وعن التحذير من استنزاف احتياطات مصرف لبنان بالعملات الأجنبية، يوضح غبريل بأن "المصرف المركزي أكد أنه لا يستخدم الاحتياطي في تمويل العمليات ضمن التعميم 161، بل هناك مصادر اخرى ومنها شركات تحويل الاموال، كما أن شركة طيران الشرق الاوسط وزعت ارباحها بقيمة 420 مليون دولار على المساهمين في الشركة، وليس خفيا بأن مصرف لبنان هو المساهم الأكبر في الشركة".
وذكّر غبريل بأنه "بحسب ميزانية المصرف المركزي فأن موجداته بالعملات الاجنبية تراجعت بقيمة 601 مليون دولار، ولكن هذا التراجع مرتبط باستمرار مصرف لبنان بدعم الادوية المزمنة ونسبة من المشتقات النفطية، وامور اخرى، ولا علاقة له بالتعميم 161".
وأوضح غبريل أن "الاجراءات التي يقوم بها المصرف المركزي ومن ضمنها التعميم 161، كلها اجراءات مؤقتة ومرحلية وليست حلا وان ساهمت بمنع تدهور سعر صرف الليرة مقابل الدولار، وخفضت الهامش بين سعر صرف الدولار بالسوق السوداء ومنصة صيرفة، ويبقى العلاج بالوصول الى خطوات اصلاحية والتوصل لاتفاق مع صندوق النقد الدولي مما يساهم باعادة تدفق رؤوس الاموال الى لبنان ومعالجة مشكلة السيولة التي تسببت ببدء ظهور السوق السوداء في أيلول 2019 لاول مرة منذ عقود".
من جهته، يشير الخبير الاقتصادي محمود جباعي، في حديث لـ"النشرة"، الى أن مصرف لبنان عندما أصدر التعميم 161، ألحقه بقرار ضمني يقضي بالسماح لأصحاب الحسابات بالليرة اللبنانية بالاستفادة من خلال تحويل ليراتهم الفريش وليس ليرات الحسابات المودعة الى دولار وفق سعر منصة صيرفة، ويجب الفصل بين الامرين".
ورأى جباعي أن "من مصلحة المصرف المركزي الاستمرار بدفع رواتب الموظفين وفق التعميم 161، ولكن السؤال الى اي مدى يستطيع الاستمرار بالسماح بتحويل مبالغ كبيرة بالليرة الى الدولار؟"، معتبرًا أن "لا امكانية لمصرف لبنان للاستمرار بهذا الاجراء لوقت طويل والا فهو سيكمل بسياسة استنزاف الدولارات من دون هدف".
وشدّد جباعي على أن "في اللحظة التي يتعذر فيها على المصرف المركزي شراء مبالغ كبيرة بالليرة سيرتفع سعر صرف الدولار الى مستويات عالية، وذلك نتيجة ارتفاع الطلب على الدولار".