لفت رئيس الجمهوريّة ميشال عون، إلى أنّ "تأسيس أكاديميّة الحوار، من شأنها أن تقرّب النّاس وتعرّفهم إلى بعضهم البعض، فيتوصّل العالم بذلك الى إشاعة السّلام والمحبة بين البشر من مختلف الحضارات".
وأوضح، خلال لقائه وفد "المجمع الثّقافي الجعفري للبحوث والدّراسات الإسلاميّة وحوار الأديان"، برئاسة رئيسه الشّيخ محمد حسين الحاج، "أنّنا في دعوتنا إلى إنشاء هذه الأكاديميّة، نعطي لبنان نموذجًا للحياة المشتركة وذلك رغم الاختلاف السّياسي بين اللّبنانيّين، الّذي لا يجب ان ينعكس اختلافًا إنسانيًّا ووطنيًّا، لأنّ السّياسة تختلف عن القيم"، مركّزًا على أنّ "هنا علينا أن نقوم بجهود، كلّ من موقعه، لكي يبقى الخلاف السّياسي في حدود السّياسة ولا يتحوّل إلى خلاف بين النّاس، ويبقى الوطن وطنًا".
وتحدّث الرّئيس عون عن الأزمة الّتي يمرّ بها لبنان، لا سيّما من النّاحيتين الاقتصاديّة والماليّة، الّتي أوصلت الكثير من اللّبنانيّين إلى حالة الفقر المدقع، فأشار إلى "قيام البعض بمهاجمته شخصيًّا لمكافحته الفساد، ومحاولة هذا البعض تصوير الأمور على أنّها قضيّة شخصيّة أو طائفيّة، رغم أنّ الأمور هي عكس ذلك تمامًا".
وذكر أنّ "المصارف قد وضعت ودائع في المصرف المركزي بقيمة 86 مليار دولار، أعطيت منها الحكومة 5 مليارات، وتقدّر قيمة الاحتياطات المتبقّية بـ13 مليار، والسّؤال الأهم أين ذهبت الـ68 مليار؟"، مشدّدًا أنّ "هذا الأمر لا يجب أن يحصل، ولا يمكن لمن يريد أن يحكم أن يحوّل المواطنين إلى فقراء، بدلًا من مساعدتهم وخلق فرص العمل لهم والمحافظة على الثّروة الوطنيّة. إنّنا اليوم بحاجة لأن يتضامن اللّبنانيّون لمكافحة الفساد، لا أن يطلقوا الحملات الإعلاميّة".
وعن عمليّة التّفاوض غير المباشر مع إسرائيل، أكّد أنّ "كلّ ما يُقال عن التّنازل عن حقوق لبنان في الحدود البحرية ليس صحيحًا، لأنّ من يطلقونه غير ملمّين بما دار في خلال النّقاشات، الّتي سوف تحفظ حقوق لبنان وثروته الطّبيعيّة، وهذا هو المهم"، لافتًا إلى "أهميّة أن يترافق الحوار مع تعميم ثقافة التّضامن الوطني لمحاربة الفساد والمحافظة على القيم الإنسانيّة المختلفة والفضائل الحسنة لكي نتمكّن من الاستمرار"، ومشدّدًا على أنّ "الحوارهو المنطلق للوصول إلى نتائج مثمرة".