في الوقت الذي كانت فيه العديد من الأوساط السياسية تترقب الموقف الذي سيعلنه رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة من الإنتخابات النيابية، في مؤتمره الصحافي الذي عقده اليوم، كان لافتاً أن يسارع أمين عام تيار "المستقبل" أحمد الحريري إلى الرد بتعليق مقتضب عبر مواقع التواصل الإجتماعي، بتأكيده أن موقف رئيس الحكومة السابق سعد الحريري هو وحده الذي يمثله، الأمر الذي فُسر على أساس أنه رد مباشر من "المستقبل" على دعوة السنيورة إلى المشاركة في الإستحقاق الإنتخابي ترشيحاً وإقتراعاً.
حول هذا الموضوع، تشير مصادر متابعة، عبر "النشرة"، إلى أن العنوان الأساسي لمؤتمر السنيورة كان جس النبض، أي أنه يريد أن يعرف ردة فعل القواعد الشعبية، وتلفت إلى أن هذا الأمر يتأكد من خلال رده على أسئلة الصحافيين، حيث أشار إلى أنه لا يزال هناك متسعاً من الوقت قبل أن يحسم قراره بالمشاركة الشخصية من عدمها، لكنها توقفت عند حديثه عن أن ما يعلنه هو بالتشاور مع كل من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس الحكومة السابق تمام سلام، بالإضافة إلى دعوته إلى المشاركة في الإستحقاق ترشيحاً وإقتراعاً.
في تعليق أولي على ردّ أمين عام "المستقبل"، تشير مصادر مقربة من السنيورة إلى أنها لم تعتبره رداً على رئيس الحكومة السابق، لافتة إلى أن هناك تواصلاً مع سعد الحريري، من دون أن تكشف عما إذا كان الأخير موافقا على الحركة التي يقوم بها، رافضة الجزم أيضاً حول ما إذا كان السنيورة، في حال قرر الترشح، سيكون ذلك في بيروت الثانية أو صيدا-جزين، مكتفية بالقول: "لا يزال هناك وقت... ولا يوجد ما هو محسوم حتى الآن".
الموقف الذي عبرت عنه المصادر المقربة من السنيورة يتقارب مع آخر توضحه مصادر مقربة من "المستقبل" عبر "النشرة"، عند سؤالها عما أدلى به أحمد الحريري، حيث تشير إلى أن الأخير لم يكن يرد على السنيورة بل كان يؤكد، بصفته الحزبية، أن ما يعنيه هو موقف سعد الحريري، وتضيف: "نحن كتيار مستقبل ما يعنينا هو موقف رئيس التيار، ولا علاقة لنا بموقف أي شخصية أخرى، نظراً إلى أن مثل هذه المواقف لا تلزمنا بشيء".
وتجدد هذه المصادر التأكيد على أن موقف الحريري هو عدم المشاركة في الإستحقاق ترشيحاً، في حين أنه لا يستطيع أن يجبر أي شخص بقراره، وبالتالي من لديه وجهة نظر أخرى هو حر فيها، أما بالنسبة إلى الإقتراع، فتوضح أن الحريري لم يدع إلى المقاطعة، وبالتالي الخيار متروك للمواطنين، لأنه لا يستطيع أن يضع يده على أرائهم.
في هذا الإطار، علمت "النشرة" أن السنيورة كان قد استبق مؤتمره بمشاورات مع عدد من نواب "المستقبل"، الذين من المفترض أن يشاركوا في الإنتخابات إستناداً إلى الحيثية المناطقية التي لديهم، للوقوف عند رأيهم في هذا الإستحقاق. ويكشف أحد هؤلاء، عبر "النشرة"، أن رئيس الحكومة السابق هو من بادر إلى الإتصال به طالباً الإجتماع معه، حيث كان الملف الإنتخابي هو الطبق الرئيسي، لا سيما فيما يتعلق منه بوضع الطائفة السنية.
ويشير هذا النائب إلى أنه لمس لدى السنيورة رغبة في أن يشكل حالة جديدة على المستوى السني العام، لا سيما أن التواصل شمل عدداً آخرَ من النواب بشكل فردي، لكن هذا النائب يطرح مجموعة من الأسئلة الجوهرية، قبل أن يؤكد أنه في حال شارك وفاز في الإنتخابات لن ينضم إلى رئيس الحكومة السابق، أولها يتعلق بالأسباب التي تدفعه إلى هذا الأمر، طالما أن الحريري لم ينسحب بشكل كامل من الحياة السياسية، بينما هو يملك الحيثية القادرة على إيصاله إلى الندوة البرلمانية من دون أي دعم من السنيورة، ويضيف: "لماذا أقدم الجهد الشخصي الذي أبذله منذ سنوات إليه"؟.