اعتبر وزير الثقافة محمد المرتضى، خلال افتتاح المعرض الفني والحرفي "أيام الفجر الثقافية"، في اطار الاسبوع الثقافي الايراني في بيروت، أن "السمة الأولى للقاء اللبناني الإيراني، كانت وما زالت السمة الثقافية المرتكزة إلى القيم، ومنها السيادة والحرية ومقاومة الظلم وجبه العدوان، وهذا غير مرتبط بطائفة دون أخرى، بل هو لكل اللبنانيين والإيرانيين على السواء، بل بالأحرى لكل العرب وبخاصة للشعب الفلسطيني المقهور داخل الأرض المحتلة وفي الشتات"، مؤكدًا ان "إيران ساعدت لبنان، على استعادة سيادته الوطنية وحفظها، إذ أسهمت في تمتين قدراته ضد الاحتلال، ليكون في مأمن من اعتداءاته في البر والبحر والجو، وهذه هي قمة السيادة".
ولفت إلى أن "السيادة لا تكون في الانصياع لتوجيهات سياسية، تأتي من هنا وهناك، لتكمّ فاهنا عن قول الحق حينا، أو لتأمرنا بفتح فاهنا خلافا لقناعاتنا حينا آخر، على النحو الذي حصل منذ أيام. والسيادة لا تكون في الرضوخ لإملاءات تردنا من خارج المنطقة لتزرع بين شعوبها ودولها صراعات لا طائل منها إلا تأمين المصالح الصهيونية، شاء ذلك المتصارعون أم أبوا، عرفوا أم لم يعرفوا".
واعتبر المرتضى أن "هذا اللقاء شهادة على أن الثقافة، هي العنوان الأسمى لعلاقات الشعوب، ذلك أن العناوين الإقتصادية والأمنية والعسكرية"، موضحًا أن "لعل في العلاقة ما بين إيران والعرب دليلًا على أن المناحي الثقافية، تتقدم على سواها"، مشيرًا إلى "أننا منعًا لأي التباس، أسارع إلى القول إن الحضارة الإسلامية التي أشرت إليها، لم تكن صنع العرب وحدهم، ولا المسلمين وحدهم، ولم ينتج عنها في المحصلة قهر لشعب أو عرق أو دين من أجل سيادة ما عربية أو أعجمية. ذلك قد يكون حصل في السياسة والمعارك العسكرية، كما يدلنا التاريخ. أما في الثقافة فلا. لقد انتصرت وسادت لأنه شارك في صنعها مسلمون ومسيحيون من مختلف الطوائف".
وذكر أن "الموقف من الكيان المغتصب، هو قبل كل شيء موقف أخلاقي، وانتماء إلى ثقافة الحق. وما يثار حوله من غبار كلام، لن يغطي على حقيقته. وإذا كان بعض أهل السياسة في لبنان والعالم، يرون في ما تقدمه إيران للبنان، وللمقاومة تحديدًا، نيلا من السيادة الوطنية اللبنانية، فهذه نظرة جدلية، لا تستقيم من زاويتها الفكرية والعملية، لأن هذه التقديمات من حيث المبدأ، أي من الزاوية الفكرية، ترمي إلى مساعدة الشعب اللبناني، على توطيد سيادته ضد الاحتلال وإلى حماية البلد من الاعتداءات الإسرائيلية في البر والبحر والجو"؟
وكشف المرتضى، أنه "من حيث الواقع، أي من الزاوية العملية، لقد تحقق بفضلها تحرير الجزء الأكبر من الأرض اللبنانية المحتلة، وها إن العدو يعاني الآن من تفسخ اجتماعي داخلي كما من رهبة عسكرية تجاه لبنان، تنهش قلوب جنوده. أو ليس هذا قمة السيادة أيها السادة؟، أم هل تكون هذه السيادة في الانصياع لتوجيهات سياسية تأتي من هنا وهناك، لتكم فاهنا عن قول الحق حينا أو لتأمرنا بفتح فاهنا خلافا لقناعاتنا حينا آخر على النحو الذي حصل منذ أيام؟ وهل تكون السيادة في الرضوخ لإملاءات تردنا من خارج المنطقة لتزرع بين شعوبها ودولها صراعات لا طائل منها إلا تأمين المصالح الصهيونية، شاء ذلك المتصارعون أم أبوا، عرفوا أم لم يعرفوا؟".
بدوره، لفت المستشار الثقافي الإيراني في لبنان عباس خامه يار، إلى "أننا نلتقي لتتضافر وتتداخل مواهبنا، بعدما جمعتنا ووحدت صفوفنا المقاومة والإيمان بالقضية، بين الوتر الفارسي والوتر العربي، وبين الكلمة الفارسية ونظيرتها العربية"، معتبرًا أن "الفن والثقافة بحر من قطرات تجمعها الحضارة الإنسانية، مما أتاحه الله للانسان من معارف وعلوم وغذاء فكري وروحي". المثقفين والفنانين".