أشارت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية، إلى "تغير موقف تركيا من الصراع الأوكراني، والعملية الروسية الخاصة هناك"، لافتة إلى أن "السلطات الأوكرانية تقدمت بطلب، إلى الحكومة التركية برئاسة الرئيس رجب طيب أردوغان، لإغلاق مضيق البوسفور والدردنيل أمام السفن الحربية الروسية".
وأوضحت الصحيفة أن "ذلك جاء بعد أن وصف عدد من كبار المسؤولين في أنقرة العملية الروسية بالحرب، على الرغم من حقيقة أن سلطات الجمهورية التركية حاولت في الأسابيع الأخيرة الحفاظ على توازن نسبي بين مواقف موسكو والعواصم الغربية، ولكن لوحظت علامات تشدد في الخط في تقويماتها الجديدة".
وشدد المحلل في مؤسسة أبحاث السياسة الاقتصادية التركية (TEPAV) سليم كورو، في دراسة له، على أن "القوى اليمينية في أنقرة تراهن منذ فترة طويلة على إعادة بعث مجال النفوذ التركي، والذي لن يقتصر على قارة واحدة"، لافتاًَ إلى أنه "سيكون لانتصار بوتين عواقب مقلقة للغاية بالنسبة للبعض في القصر الرئاسي في أنقرة، وسوف يعرف اليمين التركي من خلال ذلك أنه على أعتاب حقبة جديدة في السياسة العالمية سعوا هم أنفسهم إلى خلقها".
كما نقلت الصحيفة عن "الزميل الزائر في معهد الشرق الأوسط بواشنطن"، هوارد آيزنشتات، تأكيده أن "سياسة تركيا في هذه الأزمة هي أن تتحدث بثقة ولكن تتصرف بحذر". معتبراً أنه "إذا بقيت الحكومة الحالية في كييف، فستحتفظ تركيا بمكانتها في الناتو وستواصل التعاون الاقتصادي مع كل من أوكرانيا وروسيا".
وأوضح إيزنشتات أنه "إذا نجحت روسيا وأظهر الناتو عجزه، فسوف ترى النخبة التركية في ذلك دليلاً آخر على عجز الغرب وضعفه.. وبناءً على ذلك، سوف تجري حسابات طويلة الأجل على المستوى الإقليمي"، مشيراً إلى أن "خط تركيا الحالي يُذكّرنا في بعض النواحي بسياسة الحياد النشط، التي انتهجتها خلال الحرب العالمية الثانية".