عبّر المطارنة الموارنة في اجتماعهم الشهري في الصرح البطريركي في بكركي، برئاسة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، ومُشارَكة الرؤساء العامين للرهبانيات المارونية، عن ألمهم وحزنهم لفشل جميع المحاولات السياسيّة والديبلوماسيّة من أجل تجنّب الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا. واعتبروا أنّ ما تُخلِّفه من ضحايا وخراب، دليلٌ على الإستسلام لمنطق النزاع والعنف. وأعربوا عن قربهم من الطلاب والعائلات اللبنانيّة المحاصرين في أوكرانيا، مطالبين الدولة اللبنانيّة بإجلائهم.
وأشار الآباء، إلى "ترقّبهم إقرار المجلس النيابي مشروع الموازنة العامة في مدى قريب، مع رجائهم أن تأتي مناقشة بنوده في المستوى المطلوب في هذا الظرف العصيب، بحيث تُؤكِّد على الصالح العام، وتأخذ في الاعتبار واقع البلاد وقدرة اللبنانيين على الإحتمال والاستجابة لموجباتها، ولا ترضخ للزبائنية، التي طالما أفسدت الدور المطلوب من الدولة".
وجدد المطارنة، موقفهم الداعي إلى تعزيز الأجواء السياسية والأمنية الكفيلة بإجراء الانتخابات النيابية على قواعد الحرية والديمقراطية. ودعوا المسؤولين إلى عدم العودة إلى ربط الطموحات الإنتخابية بالإضرار بالمالية العامة وبالتعيينات الإدارية من خلال تعزيز المصالح الخاصّة والفئويّة على حساب الخير العام.
وأمل الآباء بمزيدٍ من الرقابة والتشدُّد في أسعار السلع والخدمات، بعدما تبيّن إفلاتها من أيّ ضوابط تتعلّق بقيمة الليرة اللبنانية مُقارَنةً بالعملات الأجنبية، وارتفاع الضغوط المعيشية والحياتية على المواطنين، لاسيما في مجال الغذاء والصحة والتربية.
وفي مستهل زمن الصوم الكبير، دعا الآباء أبناءهم وبناتهم المؤمنين الى عيش هذه المرحلة بالصلاة والتقشف وأعمال المحبة، وتحمّل ما يلاقونه من محن في هذه الظروف الصعبة، مشركين آلامهم بآلام السيد المسيح الخلاصية، استعدادا لمشاركته فرح الفداء ومجد القيامة.