لن يكون من الصعب أبداً على رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل تبرير تحالفه الإنتخابي مع حركة أمل في الإنتخابات النيابية المقبلة على رغم الخلاف السياسي الحاد بينه وبين رئيس مجلس النواب نبيه بري.
ولن يكون من الصعب أبداً عليه أن يشرح للناخبين، كيف أن مرشح التيار عن المقعد الماروني في دائرة البقاع الغربي–راشيا شربل مارون سيقف جنباً الى جنب خلال إعلان لائحة الوزير السابق حسن مراد، مع نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي المُنقلب على تكتل لبنان القوي ورئيس الجمهورية بأبشع الإنقلابات السياسية. بالنسبة للجمهور العوني والمرشح عن المقعد الأرثوذوكسي على لائحة مراد بطلب من بري شخصياً، ومع قبلان قبلان الآتي من رئاسة مجلس الجنوب، وما أدراكم ما يعنيه هذا المجلس بالنسبة لباسيل من هدر وفساد وصفقات، لخوض الإنتخابات النيابية عن المقعد الشيعي كممثل لحركة أمل.
نعم لن يكون من الصعب أيضاً على باسيل بأن يفسّر للناخبين كيف سيقف مرشح التيار عن المقعد الكاثوليكي في دائرة بعلبك–الهرمل جنباً الى جنب مع مرشح أمل على لائحة حزب الله النائب والوزير السابق غازي زعيتر، وهو المدّعى عليه في إنفجار مرفأ بيروت كوزير سابق للأشغال، والمتّهم من قبل التيار بعرقلة التحقيق العدلي من خلال دعاوى الردّ التي قدّمها مع الوزراء الآخرين المدّعى عليهم بحق المحقّق العدلي القاضي طارق البيطار وقضاة آخرين معنيين بالملف.
كل ما تقدم لن يكون إلا بمثابة تفاصيل بالنسبة الى رئيس التيار، مقابل أن يقنع النائب زياد أسود أو زميله في التكتّل النائب السابق أمل أبو زيد بالترشّح على لائحة واحدة للتيار في دائرة صيدا-جزين.
هذه المهمة المستحيلة يبدو أن صفحتها طويت الى غير رجعة، والأمور من المرجّح أن تتّجه الى ترشيح التيار للنائب أسود، وهو أحد المناضلين القدامى في الوطني الحرّ، وما يؤكد هذا الإتجاه، ثلاثة أسباب:
السبب الأول إعلان أسود أنه تلقى إتصالاً من قيادة التيار تطلب فيه منه تحضير أوراق ترشّحه الى الإنتخابات النيابية المقبلة، والسبب الثاني هو ما بدأ يردّده أبو زيد في مجالسه الخاصة خلال الأسابيع القليلة الماضية عن أنه لن يترشّح ضدّ التيار إذا لم يختاره الأخير كمرشح أساسي له في جزين، كما أنه لن يترشّح أيضاً على أيّ لائحة تضم أسود بهدف تعبئة مقعد على اللائحة وبمعركة الخسارة فيها محسومة إذا كانت أصوات التيار التفضيلية ستُجيّر لصالح أسود.
أما السبب الثالث فمرتبط بأسود وبسقف تصاريحه العالية النبرة تجاه قيادة التيار، هذه التصاريح التي لم يستبعد فيها أسود ولو لمرّة واحدة إحتمال ترشّحه ضد التيار فيما لو تمّ إستبعاده عن اللائحة لصالح أبو زيد أو غيره، كل ذلك بنظره إنطلاقاً من الحفاظ على المناضلين والمؤسّسين للحالة البرتقالية في جزين وغيرها من المناطق. هذه التصاريح قد تكون ساهمت بشكل كبير في الضغط على قيادة التيار تجنباً لفتح معركة داخل البيت الواحد في جزّين، خصوصاً أنها تعلم أنّ أسود يشكل حالة شعبيّة داخل الشارع العوني الجزّيني لا يُستهان بها.
في هذا المشهد الجزيني يبقى السؤال، كيف سيتعاطى حزب الله مع خلاف التّيار والحركة التي تُرشح عن جزين النائب ابراهيم عازار والتي ترفض أن تتحالف مع لائحة فيها أسود والتي يرفض أسود التعاون معها بأي شكل من الأشكال؟.